يوسف الحسيني لـ «وزير الثقافة»: الفن رأس الحربة ضد الإرهاب
وجّه الإعلامي يوسف الحسيني رسالة قوية وحاسمة لـ وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، مؤكدًا أن الفن هو السلاح الأهم في محاربة الإرهاب والتطرف، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الثروة السينمائية المصرية باعتبارها جزءًا من الهوية الوطنية وحصنًا للوعي الجمعي.
جاء ذلك خلال تقديمه برنامج «مساء جديد» على قناة المحور الفضائية، حيث أشار يوسف الحسيني إلى أن مصر تمتلك كنزًا سينمائيًا يفوق 4 آلاف فيلم، أنتجتها عقول وضمائر مبدعيها، موضحًا أن هذا التراث يمثل ذاكرة الأمة ولا بد من صيانته.
4000 فيلم في خطر
أوضح يوسف الحسيني أن كل فيلم يتم إنتاجه يخضع لما يسمى بـ«نسخة الإيداع»، وهي النسخة الأصلية النيجاتيف التي تحفظها وزارة الثقافة، مشيرًا إلى ضرورة إخراج هذه النسخ والعمل على أمرين أساسيين: الترميم الفوري والرقمنة.
وأضاف يوسف الحسيني أن رقمنة الأفلام، أو ما يُعرف بالـ«ديجيتايزيشن»، أمر حيوي لضمان بقاء هذا التراث للأجيال المقبلة، محذرًا من أن الإهمال قد يحوّل هذه الثروة إلى مجرد أثر تاريخي بعد سنوات.
500 فيلم مفقود.. أين السينماتيك؟
كشف يوسف الحسيني أن بعض الإحصاءات تشير إلى فقدان نحو 500 فيلم مصري، معتبرًا أن عبارة «فيلم مفقود» أمر غير مقبول، مؤكدًا أن الحل يكمن في إنشاء «سينماتيك» مصري لحفظ وعرض واستعادة الأفلام.
وانتقد يوسف الحسيني غياب السينماتيك في مصر حتى الآن، على الرغم من وجود نسخ من أفلام مصرية في أرشيفات سينمائية بدول أوروبية وآسيوية، موضحًا أن بعض هذه الأفلام جاءت نتيجة إنتاجات مشتركة بين مصر ودول أخرى.
شراكات عالمية وضياع تراث
أشار يوسف الحسيني إلى أن مصر تعاونت في الماضي مع كبرى استوديوهات العالم، مثل «مترو جولدوين ماير» الأمريكية، في إنتاج ثلاثة أفلام مشتركة، من بينها فيلم «القاهرة» بطولة فاتن حمامة، متسائلًا عن مكان وجود هذه النسخ الأصلية اليوم.
وأوضح يوسف الحسيني أن الحفاظ على هذا التراث لا يقتصر على الأفلام المنتجة محليًا، بل يشمل أيضًا الأعمال التي شاركت فيها مصر دوليًا، نظرًا لقيمتها التاريخية والفنية ودورها في إبراز مكانة السينما المصرية عالميًا.
الفن سلاح ضد الإرهاب
شدد يوسف الحسيني على أن الفن هو رأس الحربة الحقيقي في مواجهة الإرهاب والتطرف، مؤكدًا أن الأمن يقوم بدوره على أكمل وجه، لكن المعركة الفكرية والثقافية تحتاج إلى جهد منظم من الإعلام، والثقافة، والصناعات الإبداعية، والكتاب، والمفكرين.
وأوضح يوسف الحسيني أن الاعتناء بالتراث الفني والثقافي هو جزء أساسي من الأمن القومي، لأن الثقافة والفن يشكلان وعي المجتمع، ويعززان قيم التسامح والانفتاح، ويحصنان الشباب من الأفكار المتطرفة.
إنقاذ التراث السينمائي
اختتم يوسف الحسيني رسالته بمطالبة وزارة الثقافة بسرعة إخراج النسخ الأصلية للأفلام، والبدء في ترميمها ورقمنتها، مع إنشاء سينماتيك مصري يضم هذا الإرث ويحفظه من الضياع.
وذكر يوسف الحسيني أن هذه الخطوات ليست ترفًا ثقافيًا، بل ضرورة ملحة لحماية ذاكرة مصر الفنية، وضمان استمرار تأثير السينما المصرية كأداة للتنوير ومواجهة الفكر المتطرف.
