طارق الشناوي: نور الشريف مدرسة خالدة علّمت المبدعين التواضع ومواكبة الزمن

وجّه الناقد الفني الكبير طارق الشناوي تحية خاصة إلى روح الفنان الراحل نور الشريف في ذكرى وفاته، مؤكدًا أن مسيرته تمثل "درسًا مفتوحًا لكل مبدع" في كيفية التطور والتأقلم مع الزمن دون فقدان البصمة الفنية.
نموذج يُحتذى به في المرونة والوعي الفني
قال الشناوي خلال مداخة هاتفية عبر برنامج "الستات"المذاع عبر قناة النهار ، إن نور الشريف كان يتمتع بوعي استثنائي جعله قادرًا على التعامل مع تغيرات السوق الفني وتبدل أولويات النجومية. وأوضح أن من أبرز مواقف تواضعه ووعيه، موافقته على أن يُوضع اسم الفنان أحمد عز قبل اسمه في أحد الأفلام، رغم مكانته كنجم ،وأشار إلى أن هذا القرار لم يكن سهلاً، لكنه يعكس إدراكه لحقيقة الزمن ومتغيراته.
وأضاف: "نور الشريف كان عنده قدرة عظيمة على التصالح مع الزمن، مش بس شكلاً لكن فكريًا.. هو كان مدرك إن اللي بيحصل حوالينا بيتغير، وكان بيواكب ده بكل رقي".
لم يرفض العمل مع فاتن حمامة أو نادية الجندي
ونفى الشناوي ما تردد عن رفض نور الشريف العمل مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة أو النجمة نادية الجندي، موضحًا أن ما حدث في الحالتين كان مجرد اعتذارات لأسباب فنية أو شخصية، وليس رفضًا مباشرًا ، وتابع: "في فرق كبير بين الاعتذار والرفض.. هو كان حريص جدًا في اختياراته، ومواقفه دايمًا فيها احترام".
وأكد أن نادية الجندي روت له جانبًا مختلفًا من القصة، حيث قالت إن ما حدث خلال أحد المشاريع الفنية هو استبدال نور الشريف بالفنان محمود ياسين في اللحظات الأخيرة، لكن الأمر لم يكن كما تم تداوله وقتها، مشيرة إلى أن العلاقة بينهما كانت قائمة على الاحترام.
التقييم الذاتي والحرص على التطور
توقف طارق الشناوي أمام واحدة من أكثر اللحظات إنصافًا وصدقًا في حياة نور الشريف، عندما قال: "أنا أدي نفسي 7 من 10، وأدي أحمد زكي 10 من 10"، وهي العبارة التي وصفها الشناوي بأنها تعكس قمة التواضع والنضج الفني.
وأشار إلى أن الشريف كان يحتفظ بدفتر صغير أو "أجندة" يدوّن فيها ملاحظاته حول كل شخصية يُجسدها، وهي العادة التي أفادته كثيرًا في أعماله، خاصة في فيلم "العار" الذي عُدّ من العلامات الفارقة في مسيرته.
إنسانية عالية وألم بسبب الشائعات
في ختام مداخلته، تحدث الشناوي عن الجانب الإنساني في حياة نور الشريف، مؤكدًا أنه كان يعاني أحيانًا من قسوة الشائعات التي تطارده، حتى إنه بكى ذات مرة بسبب واحدة منها ، وقال: "كان حساس جدًا، رغم إنه قوي، بس في نفس الوقت كان عنده إنسانية عالية جدًا بتخليه يتأثر.. وده جزء من عبقريته كممثل".
عبقرية الأداء والبقاء في الذاكرة
اختتم طارق الشناوي حديثه بالتأكيد على أن نور الشريف سيظل حاضرًا في ذاكرة الفن العربي، ليس فقط لما قدمه من أدوار، ولكن لما زرعه من مبادئ وفهم عميق للفن والحياة معًا. وقال: "نور الشريف مش مجرد ممثل.. هو مدرسة، ونموذج حي لكل مبدع عاوز يفضل واقف على رجليه وسط أي زمن".