في ذكرى وفاته.. نور الشريف الفنان الذي مازال عالقًا في الأذهان
تحل اليوم الاثنين 11 أغسطس، الذكرى العاشرة لرحيل الفنان المصري الكبير نور الشريف، أحد أبرز رموز الفن العربي، الذي جمع بين الموهبة الفطرية والصدق الفني، وترك إرثاً يتجاوز 250 عملاً فنياً محفوراً في ذاكرة الجمهور.
بدايات ومسيرة نصف قرن من العطاء
وُلد محمد جابر محمد عبد الله، الشهير بنور الشريف، في 28 أبريل 1946 بحي السيدة زينب في القاهرة. فقد والده وهو طفل رضيع، فربّاه عمّه. حلم في البداية بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً، وانضم لناشئي الزمالك، لكن إصابة أنهت مسيرته الرياضية مبكراً، ليتجه إلى التمثيل ويدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية ويتخرج بتفوق.
بدأ كممثل صامت (كومبارس)، ثم لفت الأنظار في مسرحية الشوارع الخلفية، ومسلسل القاهرة والناس، قبل أن ينطلق إلى الصفوف الأولى. ورغم النجاح المبكر، مرّ بأزمة في السبعينيات بسبب انخراطه في أجواء لاهية وقبول أعمال ضعيفة، لكنه تدارك الأمر وبدأ من جديد، ليصبح واحداً من أهم نجوم السينما والدراما.
أعمال وأدوار خالدة
قدّم نور الشريف أكثر من 150 فيلماً، من بينها:
• سواق الأتوبيس (1982) – أيقونة الواقعية الجديدة.
• العار (1982)
• ليلة ساخنة
• زمن حاتم زهران
• دم الغزال
• ناجي العلي – الذي أثار جدلاً واسعاً.
• المصير
في التلفزيون، ارتبط اسمه بأعمال أصبحت جزءاً من الذاكرة العربية، مثل:
• لن أعيش في جلباب أبي (1996) بدور “عبد الغفور البرعي”.
• عائلة الحاج متولي (2001).
• الرجل الآخر، العطار والسبع بنات، حضرة المتهم أبي.
• الأعمال التاريخية والدينية مثل عمر بن عبد العزيز وعمر بن الخطاب (كراوٍ للأحداث).
قرار اعتزال التلفزيون
في تصريحات بمهرجان تطوان المغربي، كشف الشريف أن فكرة اعتزال التلفزيون راودته بسبب الإرهاق والضغط العصبي، إذ كان جهد مسلسل واحد يوازي سبعة أفلام. وأكد أن مسلسل الرجل الآخر جاء قبل قرار الاعتزال الأخير، ورأى أنه سيكون آخر مسلسل له قبل أن يتفرغ لأحلامه السينمائية.
حياته الشخصية
ارتبط نور الشريف بالفنانة بوسي في قصة حب شهيرة تزوجا على إثرها عام 1972، وأنجبا مي وسارة. بعد الطلاق عام 2006، عادا للارتباط في أيامه الأخيرة، حيث رافقته بوسي حتى وفاته.
مواقفه الثقافية والسياسية
كان مثقفاً واسع الاطلاع في الأدب والتاريخ والفلسفة، وهو ما انعكس على اختياراته الفنية. سياسياً، أيد ثورة 25 يناير، ورفض اتفاقية كامب ديفيد.
التكريمات التي حصل عليها نور الشريف
نال عشرات الجوائز، بينها:
• أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي.
• جائزة مهرجان دمشق السينمائي.
• تكريمات عن مجمل أعماله في مصر والعالم العربي.
توفي نور الشريف في 11 أغسطس 2015 بعد صراع مع المرض، تاركاً إرثاً ضخماً من الأعمال التي لا تزال تُعرض وتحقق نجاحاً حتى اليوم. كان يرى أن الفن بالنسبة له حياة كاملة وليست مجرد مهنة.
