مهند العكلوك: قرار عربي غير مسبوق في مواجهة جرائم الإبادة والتطهير العرقي

أكد السفير مهند العكلوك، سفير دولة فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري أقر مشروع قرار استثنائي يرقى إلى مستوى توصيف ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني على أنه جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي.
وأوضح مهند العكلوك، في لقاء خاص على قناة إكسترا نيوز، أن القرار جاء بلغة غير نمطية تعكس خطورة العدوان المستمر منذ أكثر من 673 يوماً، وما يشمله من حصار خانق، وتجويع متعمد، وقتل للمواطنين الفلسطينيين، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
استناد إلى المقررات الدولية
أشار مهند العكلوك إلى أن القرار دعا إلى حماية الشعب الفلسطيني استناداً إلى المقررات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية الدفاع العربي المشترك، باعتبار أن ما يجري لا يمس فلسطين وحدها، بل يهدد الأمن القومي العربي بأسره.
وبيّن مهند العكلوك أن نص القرار اعتبر العدوان الإسرائيلي بمثابة اعتداء على جميع الدول العربية ومصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية، وهو ما يستدعي موقفاً موحداً وعملاً جماعياً على مختلف المستويات لوقف هذه الجرائم.
تفعيل المادة الثانية
وحول آلية التفعيل، أوضح مهند العكلوك أن المادة الثانية من الاتفاقية تنص على أن أي اعتداء عسكري على دولة عربية يُعد اعتداءً على جميع الدول الموقعة، ويلزمها بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة.
وقال مهند العكلوك: "نحن نتعرض حالياً لإبادة جماعية، وبالتالي فإن من واجب الدول العربية المتعاهدة تقديم كل ما في استطاعتها لحماية الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي أو القانوني أو الميداني"، مشدداً على أن وحدة الموقف العربي هي حجر الأساس لمواجهة هذه المرحلة الحرجة.
تحرك عربي في مجلس الأمن
وكشف مهند العكلوك أن القرار الوزاري تضمن تكليف الجزائر والصومال، العضوين العربيين في مجلس الأمن، بتقديم مشروع قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها، ومنع مخطط فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة تمهيداً لتهجير سكانه.
وأكد مهند العكلوك أن التحرك العربي في مجلس الأمن يهدف إلى إجراءات عملية تردع الاحتلال، وتوقف الانتهاكات، وتعيد الاعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
موقف عربي موحد
اختتم مهند العكلوك تصريحاته بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب أعلى درجات التنسيق بين الدول العربية، سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أو عبر الأطر الإقليمية، مشيراً إلى أن وحدة الصف والضغط الدبلوماسي المتواصل هما السبيل لوقف العدوان، وحماية القضية الفلسطينية من مخاطر التصفية والتهجير.

بهذا القرار، يبعث مجلس الجامعة العربية رسالة واضحة بأن ما يجري في فلسطين ليس شأناً محلياً أو إقليمياً محدوداً، بل قضية تمس الأمن العربي المشترك، وتتطلب تحركاً جماعياً عاجلاً لمواجهة ما وصفه القرار بـ أخطر موجة عدوانية يشهدها الشعب الفلسطيني في تاريخه المعاصر