سامح فايز: "الإخوان الجدد" أخطر مراحل تطور التنظيم الإرهابي|فيديو

كشف سامح فايز، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، عن تفاصيل غير مسبوقة حول التحولات الاستراتيجية التي تبناها تنظيم الإخوان الإرهابي في الغرب.
أوضح سامح فايز، في حوار مثير ببرنامج "مساء جديد" على قناة المحور، أن ما أسماه بـ"الإخوان الجدد" يمثل جيلًا مختلفًا تمامًا عن القيادات التقليدية، سواء في الأسلوب أو الأهداف أو طرق التأثير.
تغيير المظهر لخدمة المخطط
أشار سامح فايز إلى أن الجيل الحالي من الإخوان لم يعد يلتزم بالصورة النمطية للقيادات القديمة التي ارتبطت بالعباءة أو المظهر الديني التقليدي. بل على العكس، اعتمد هؤلاء الشباب على أسلوب أكثر انفتاحًا، يرتدون البدلات الرسمية، ويتبنون لغة خطاب تتماشى مع الثقافة الغربية التي يعيشون فيها.
وتابع سامح فايز: "هذه الاستراتيجية جاءت نتاجًا للهجرات التي بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما انتقل العديد من عناصر التنظيم إلى أوروبا وأمريكا، حيث واجهوا واقعًا جديدًا يفرض عليهم التعامل مع قيم الحريات الفردية والاختلافات الثقافي".
اختراع فقهي لاختراق الغرب
وواصل سامح فايز: "أحد أبرز التحولات الفكرية التي كشفها فايز هو ما صاغه يوسف القرضاوي في التسعينات تحت مسمى "فقه الدعوة"، والذي ورد في كتابه الشهير "أولويات الحركة الإسلامية".
وأكمل سامح فايز: "هذا الفقه سمح لعناصر الإخوان بالتعامل مع المجتمعات الغربية ليس كـ"أرض حرب" أو "أرض إسلام"، وإنما كساحة دعوية يمكن التعايش فيها مرحليًا، مع ترك بعض القضايا الخلافية جانبًا بهدف بناء نفوذ داخل مؤسسات تلك الدول".
قبول المختلف فكريًا وثقافيًا
ضرب سامح فايز مثالًا بحادثة حديثة حين نشر محمد سلطان، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، تغريدة تشير إلى إعلان وظيفة في منظمة أمريكية تشترط على المتقدمين عدم الاعتراض على المثلية الجنسية.
وأضاف سامح فايز: "هذا المثال يعكس بوضوح قدرة الإخوان الجدد على التكيف مع بيئاتهم، حتى لو تعارض ذلك مع الخطاب الذي يروجونه في الداخل العربي والإسلامي، هنا يظهر التناقض الصارخ بين خطاب التنظيم في الدول الإسلامية، حيث يركز على التشدد والرفض، وبين خطابه في الغرب، حيث يرفع شعارات الحرية والقبول بالآخر.
صعود الإخوان الجدد إلى القيادة
بحسب سامح فايز، فإن الأجيال التي تربت في الغرب، واكتسبت خبرة في التعامل مع المجتمع الغربي، هي التي تولت زمام الأمور داخل التنظيم بعد أحداث 2013، هؤلاء أصبحوا المتحدثين باسم الإخوان في المحافل الدولية، يستخدمون لغة حقوق الإنسان والديمقراطية، بينما يخفون الأهداف الحقيقية للتنظيم.
ونوه سامح فايز إلى أن هذا التغيير جعل من الصعب على المتابعين الخارجيين ربطهم مباشرة بالهيكل التنظيمي التقليدي للإخوان، خاصة أن بعضهم يعلن صراحة ضرورة "التخلص من الانتماء العلني للتنظيم" لتجنب العبء التاريخي والسمعة السيئة المرتبطة به.
إعادة بناء الصورة
يرى سامح فايز أن هذه التركيبة الجديدة قد تؤدي إلى تحلل بعض الفروع من المسمى التاريخي "الإخوان المسلمين"، حيث يفضل العديد من القيادات الشابة استخدام مسميات جديدة أو تأسيس منظمات بواجهة إنسانية أو حقوقية.
واستطرد سامح فايز: "هذا الأسلوب يتيح لهم التحرك بحرية أكبر داخل المجتمعات الغربية، والحصول على الدعم المالي والسياسي دون أن يرتبط اسمهم مباشرة بتاريخ التنظيم الدموي".

خطر ناعم بوجه حضاري
يلخص سامح فايز المشهد بأن "الإخوان الجدد" يمثلون أخطر مراحل تطور التنظيم، لأنهم يجمعون بين القدرة على الاندماج في الغرب، والاحتفاظ بأجندة أيديولوجية متطرفة يتم تمريرها بطرق ناعمة وغير مباشرة.
وأختتم سامح فايز حديثة بالتأكد على أنه إذا كان الإخوان التقليديون يسهل التعرف عليهم عبر خطابهم الديني المباشر، فإن الإخوان الجدد يختبئون خلف لغة منفتحة وملابس أنيقة ومشاريع ظاهرها إنساني، لكنها في الجوهر تخدم نفس الأهداف القديمة.