عاجل

الضويني: العلاقة بين الأزهر والفاتيكان نموذجًا رائدًا للحوار الجاد (خاص)

وكيل الأزهر لـ نيوز
وكيل الأزهر لـ نيوز رووم

أكد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، أن  العلاقة بين الأزهر الشريف والفاتيكان تُعدّ نموذجًا رائدًا للحوار الجاد والمسؤول بين الشرق والغرب، وقد شهدت هذه العلاقة تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، ولا سيما منذ توقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية» في أبو ظبي عام 2019، بفضل الرؤية المستنيرة لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والراحل قداسة البابا فرنسيس. 

الأخوة الإنسانية.. هل يتواصل حوار الأزهر والفاتيكان في ظل البابا الجديد؟ 

وتابع في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»:  «اليوم، نأمل أن تتواصل هذه الروح الإيجابية في عهد قداسة البابا ليو الرابع عشر، بما يُعزّز جسور التفاهم والتعاون بين الجانبين، ويخدم قضايا السلام والتعايش الإنساني».

ولفت إلى أنه انطلاقًا من هذا المسار البنّاء، يُواصل الأزهر الشريف جهوده في ترسيخ الحوار مع الفاتيكان، باعتباره خيارًا ثابتًا ورؤية استراتيجية تنبع من إيمان راسخ بالقيم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين الأديان.

كما يؤكد الأزهر دومًا استعداده لتعميق هذا التعاون من خلال قطاعاته وهيئاته المتخصصة، وعبر الفعاليات الفكرية، والبرامج التعليمية، والأنشطة الثقافية، والمبادرات الشبابية التي تخدم الإنسانية وتُسهم في مواجهة التحديات الفكرية والأخلاقية المعاصرة. وتأسيسًا على هذه الجهود المتواصلة، فإننا نؤمن بأن المستقبل يحمل آفاقًا واعدة لتعزيز هذا التقارب، بما يُسهم في ترسيخ استقرار المجتمعات، ونشر ثقافة التسامح، وتعزيز الاحترام المتبادل بين أتباع الأديان والثقافات. 

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر 
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر 

الأزهر والفاتيكان في عهد البابا الجديد.. هل يتواصل الحوار؟

وفي حديث خاص عن مستقبل العلاقة بين الأزهر والفاتيكان وتداعياتها على وثيقة الأخوة الإنسانية، قال الدكتور حمادة شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قد بادر بتهنئة البابا ليون الرابع عشر عقب انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية، وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تلاها اتصال تليفوني من الإمام للبابا الجديد جدد فيه تهنئته، وتطرقا معًا إلى قضايا منها الاستمرار في مساندة الفقراء والضعفاء، واستكمال مسيرة الحوار الديني والأخوة الإنسانية. 

وبين في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» أن هناك عدة دلالات لهذه المكالمة الهاتفية التي جمعت بين الإمام الطيب والبابا ليو 14 أبرزها التأكيد على ما يلي:

رؤى مشتركة لدعم حقوق الشعوب في السلام.. تمتد من روح الوثيقة

يشير  مشرف وحدة رصد اللغة التركية إلى أن أولى الدلالات أن هناك استمراراية للبابا الجديد على نهج سلفه البابا الراحل فرانسيس، في قضية العمل على إنهاء الحروب في السودان وغزة وأوكرانيا، مذكرًا بمشهد البابا الراحل وإدانته للحرب على غزة ومطالبته بوقفها وإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج عن الرهائن. كذلك تقبيله لأقدام وفد من جنوب السودان متوسلًا إليهم بالحفاظ على السلام والاستقرار. 

وفي عام 2022 بادر بتخصيص يومًا للصلاة والدعاء من أجل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.وتخصيص هذه الدول الثلاث في المكالمة الهاتفية بين الإمام الطيب والبابا الجديد يؤكد أن هذا الملف يحمل رؤى مشتركة بين الرمزين الدينين وأنهما سوف يستمران فيه. 

دور الأديان في موضوع التغيرات المناخية

وفيما يتعلق بالملف الثاني "دور الأديان في موضوع التغيرات المناخية" والذي بدأه الإمام الطيب مع البابا الراحل. وألقى كل منهما كلمة مهمة في مؤتمر الأطراف (COP28)، حول الأمل والحالة الطارئة لتعزيز العمل المناخي. توقع  مشرف وحدة رصد اللغة التركية أن يستمر هذا التعاون مستقبلًا بين الإمام والبابا، لأنه ملف متعلق بأمن الكوكب كله، وللأديان دور مهم فيه. 

 

<strong>البابا ليو الرابع عشر</strong>
البابا ليو الرابع عشر

الحوار بين الأزهر والفاتيكان.. توجه أزهري كنسي مستمر

وشدد على أن الملف الثالث وهو ملف الحوار بين الأزهر والفاتيكان، والذي خطا فيه الإمام والبابا الراحل خطوات جادة وصلت بالبعض أن وصفه بأنه حوار بين الشرق كله والغرب كله، تجسد في العناق الشهير الذي شهدته عاصمة الشرق القاهرة في عام 2017 في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، ثم توج بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في الرابع من فبراير من عام 2019، وأصبح يومًا عالميًا للأخوة الإنسانية يحتفل به العالم كله. 

كما تعهد فضيلة الإمام والبابا فرانسيس إلى إيصال الوثيقة للعالم بأثره ومطالبة صناع القرار بتنفيذ بنودها وهو ما يؤكد أن هذا الأمر هو توجه أزهري كنسي مستمر.

مواصلة التعاون.. رسائل مطمئنة في لقاء أمين عام الأخوة الإنسانية والبابا

كان قد استقبل البابا ليو الرابع عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، في حاضرة الفاتيكان، المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، الذى يرأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.‌  

وأكَّد المستشار محمد عبد السلام -في تغريدةٍ له على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي- أنَّ اللقاء كان رائعًا واستثنائيًّا، لمس فيه حكمةَ قداسة البابا ليو الرابع عشر، وحرصَه على تعزيز الحوار بين أتباع الأديان، ودعم قيم الأخوَّة والتَّعايش الإنساني. ‌ 

وأعرب البابا ليو الرابع عشر عن تقديره للإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وحرصه على مواصلة التعاون مع فضيلته؛ من أجل عالم أفضل تسوده قيم المودة، والتسامح، والعدل، والسلام. كما استذكر الجانبانِ سيرةَ الراحل البابا فرنسيس، ومسيرته الخيِّرة والمتميِّزة.

تم نسخ الرابط