رسميًا.. الدوري الإنجليزي يلغي شارات قوس قزح في مباريات الموسم المقبل

أعلن الحساب الرسمي للدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليج" عن إنهاء تعاقده مع مؤسسة "ستونوول" الخيرية، وهو ما يعني التوقف عن استخدام شارات الكابتن التي تحمل ألوان "قوس قزح" والتي باتت تثير جدلاً واسعًا في ملاعب كرة القدم على مدار السنوات الماضية.
هذا القرار يمثل عودة صريحة للدوري الإنجليزي إلى التركيز على جوهر الرياضة، وتجنب الزج به في صراعات أيديولوجية أثارت انقسامًا مجتمعيًا كبيرًا بين الجماهير واللاعبين.
على مدى سنوات، فرضت مؤسسة "ستونوول" – التي تحمل أجندة محددة – وجودها بشكل مكثف داخل ملاعب كرة القدم الإنجليزية. وشهدنا كيف تحولت شارة الكابتن، التي لطالما كانت رمزًا للقيادة والاحترام الرياضي، إلى منصة لنشر أيديولوجية معينة لا يتبناها بالضرورة كل من في المنظومة الكروية. لم يكن هذا التغيير في بعض الأحيان تلقائيًا أو نابعًا من إيمان حقيقي من جميع الأطراف، بل كان بمثابة التزام يُفرض على الأندية واللاعبين، ما أثار تساؤلات حول حرية التعبير وحيادية الرياضة.
قرار البريميرليج بالتخلي عن هذه الشراكة هو في جوهره خطوة لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، وتذكير بأن كرة القدم يجب أن تكون مساحة للترفيه والتنافس الشريف، وليست ساحة لتمرير رسائل سياسية أو اجتماعية مثيرة للجدل. لقد أصبحت حملات "قوس قزح" جزءًا من استراتيجية أوسع لتغلغل هذه الأيديولوجيات في كافة مناحي الحياة، وكان إقحام كرة القدم – التي تُعد لغة عالمية تجمع الناس من مختلف الخلفيات – في هذا الصراع أمرًا يهدد وحدة مجتمع اللعبة.

من المهم الإشارة إلى أن هذا القرار لا يعني بأي حال من الأحوال أن الدوري الإنجليزي يتخلى عن قيم الاحترام والتسامح، بل على العكس تمامًا، فهو يختار أن يركز على هذه القيم بشكل أعم وأكثر شمولاً، بعيدًا عن ربطها بأجندة جماعة معينة. فالرياضة في طبيعتها تحتفي بالتنوع والشمول، لكن دون الحاجة إلى فرض رموز معينة قد لا يتقبلها الجميع. وقد أظهرت السنوات الماضية أن هذا النوع من الحملات لم يفلح في بناء جسور التفاهم بقدر ما ساهم في تعميق الانقسامات.
إلغاء شارات "قوس قزح" يمنح الأندية واللاعبين حرية أكبر في التعبير عن دعمهم للقيم الإنسانية بشكل لا يثير الجدل، ويسمح لهم بالتركيز على مهامهم الأساسية داخل الملعب. كما أنه يعيد الثقة في أن كرة القدم هي قبل كل شيء لعبة للجماهير، وأن قيمها الأساسية هي التنافس والروح الرياضية.
الجدير بالذكر، أن هذه الحملات كانت سببًا في العديد من الأزمات بين اللاعبين الرافضين لهذا المجتمع وبين أنديتهم حيث غاب عنها العديد من النجوم.