كاتب صحفي: سكان غزة يواصلون صمودهم رغم الدمار الهائل والقطاع يشهد مجاعة كبيرة

قال الكاتب الصحفي إسلام كمال، رئيس التحرير التنفيذي لروز اليوسف، إن القوافل الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة لا تصل في معظمها إلى مستحقيها من الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن نحو 12% فقط من الشاحنات تصل إلى مراكز التوزيع الفعلية، بينما يتم اعتراض أغلبها إما من قبل الاحتلال أو من خلال مجموعات مسلحة داخلية.
المساعدات الإنسانية في قطاع غزة
وأكد كمال خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج خط أحمر، مع الإعلامي محمد موسى، والذي يذاع عبر قناة الحدث اليوم، أن الاحتلال الإسرائيلي يصرّ على عدم السماح بمرافقة أمنية تضمن سلامة المساعدات، مما يعرضها للسرقة أو المصادرة، مشيرًا إلى حادثة مؤلمة وقعت قبل يومين عندما انقلبت إحدى الشاحنات أثناء محاولة نهبها، وأسفرت عن استشهاد 20 فلسطينيًا.
ونوه كمال إلى أن المشهد الإنساني لا ينفصل عن التطورات السياسية، حيث كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قدّم تعهدًا لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، يقضي بالشروع في تنفيذ خطة لتهجير آلاف الفلسطينيين من القطاع، في حال فشل المفاوضات الجارية مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى.
خطط التوسع الاستيطاني وضم مناطق من الضفة الغربية
وأشار كمال إلى أن هذا التحرك يأتي ضمن سلسلة تنازلات داخلية يقدمها نتنياهو لحلفائه في الائتلاف الحكومي المتطرف، حيث قدم في الوقت ذاته تعهدًا لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يدعم فيه خطط التوسع الاستيطاني وضم مناطق من الضفة الغربية.
وحول الهدف من هذه التعهدات، قال كمال إن نتنياهو يحاول الحفاظ على تماسك حكومته عبر استرضاء شركائه اليمينيين، رغم التحذيرات الأمنية والعسكرية من تداعيات هذه السياسات، سواء على استقرار الوضع الداخلي أو على صورة إسرائيل دوليًا.
وأوضح كمال أن التهجير القسري الذي يُسوَّق له تحت مسمى "الهجرة الطوعية" لا يعكس الواقع، قائلاً: "لا يوجد فلسطيني يغادر أرضه طوعًا.. ما يحدث منذ النكبة وحتى الآن هو تهجير قسري ممنهج تمارسه إسرائيل في كل مرحلة."
وأكد في ختام حديثه أن رغم دخول الحرب شهرها الـ23، لا يزال الجيش الإسرائيلي يعيش حالة من القلق الشديد، في ظل خشية من عودة هجمات المقاومة الفلسطينية، مضيفًا أن سكان القطاع يواصلون صمودهم رغم الدمار الهائل، وأن الاحتلال هو الطرف الأكثر قلقًا ومأزقًا سياسيًا وعسكريًا.