خبير علاقات دولية: الاحتلال يسعى للسيطرة الكاملة على ما تبقى من قطاع غزة

حذر الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى للسيطرة الكاملة على ما تبقى من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ما يحدث على الأرض يتجاوز العمليات العسكرية المعلنة، ليكشف عن مخطط أعمق تقوده حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو ووزرائه سموتريتش وبن غفير، هدفه الأساسي تهجير الفلسطينيين قسرًا وتغيير التركيبة الديموغرافية للقطاع.
وأوضح أحمد سيد أحمد، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "اليوم" على فضائية DMC، أن القوات الإسرائيلية باتت تسيطر على أكثر من 75% من أراضي قطاع غزة، تحت مزاعم تحرير الرهائن، مؤكدًا أن هذه الشعارات ما هي إلا غطاء لمشروع استيطاني إحلالي يسعى إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بالقوة.
مخيمات تهجير قسري
كشف خبير العلاقات الدولية أن الحكومة الإسرائيلية بدأت فعليًا في تطبيق سياسة فرض الأمر الواقع من خلال دفع الفلسطينيين إلى مناطق ضيقة على الساحل، في مشهد يعيد إلى الأذهان نكبة 1948، إلى أن الاحتلال يعمل على إقامة مخيمات مكتظة تمهيدًا لعزل السكان، تمهيدًا لمخطط التهجير الكامل.
واعتبر أحمد سيد أحمد أن هذا التوجه يمثل جريمة مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، وأن تداعياته الإنسانية ستكون كارثية على الفلسطينيين، في ظل ظروف معيشية شديدة القسوة، وانهيار كامل للبنية التحتية والخدمات الصحية واللوجستية.
دمار شامل بنسبة 90%
وصف أحمد سيد أحمد الوضع في قطاع غزة بأنه "مدمر بالكامل"، مؤكدًا أن أكثر من 90% من المباني دُمرت جزئيًا أو كليًا بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل. وأضاف أن الاحتلال لا يكتفي بالعمليات العسكرية في الأطراف، بل يواصل توغلاته في المناطق السكنية الكبرى مثل مدينة غزة وخان يونس ودير البلح، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين يومًا بعد يوم.
وأشار أحمد سيد أحمد إلى أن الهدف من هذا التصعيد الممنهج هو جعل الحياة في القطاع غير ممكنة، وإجبار سكانه على النزوح الجماعي، في تكرار مأساوي لسيناريوهات التهجير القسري الذي طالما اعتمدته إسرائيل في صراعاتها مع الشعب الفلسطيني.
الضوء الأخضر لمواصلة الجرائم
ندد أحمد سيد أحمد بما وصفه بـ"الصمت الغربي المخزي" تجاه الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أن هذا الصمت يمثل غطاءً سياسيًا غير مباشر لاستمرار الاحتلال في سياسته العدوانية، لافتًلاإلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة منحت إسرائيل ضوءًا أخضرًا لمواصلة القتل والتدمير، مما يضع الإدارة الأمريكية في موضع الاتهام كشريك في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد أحمد سيد أحمد أن ازدواجية المعايير التي تتبعها بعض الدول الغربية تُضعف ثقة الشعوب في النظام الدولي، وتقوّض مبادئ حقوق الإنسان والعدالة، خاصة عندما تُمنح دولة الاحتلال حصانة دولية رغم انتهاكها الصريح للقوانين الإنسانية.
تفاقم المجاعة في غزة
في سياق متصل، أشار خبير العلاقات الدولية إلى أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث تسجل المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، ارتفاعًا مقلقًا في أعداد الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال دون سن الخامسة.
ونوّه أحمد سيد أحمد بدور مصر الكبير في محاولة تخفيف المعاناة الإنسانية عبر إدخال المساعدات الغذائية والطبية رغم العقبات التي يفرضها الاحتلال، مشيدًابتحركات مصر الدبلوماسية المكثفة للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإتاحة الممرات الآمنة لإدخال المساعدات، إضافة إلى جهودها السياسية لدعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة.

رسالة للمجتمع الدولي
اختتم أحمد سيد أحمد مداخلته برسالة واضحة للمجتمع الدولي، مؤكدًا أن الرد الحقيقي والفاعل على جرائم الاحتلال يجب أن يكون من خلال الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف سياسة الكيل بمكيالين.
ودعا أحمد سيد أحمد إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية أممية وعربية، لوضع حد نهائي لسياسة التهجير والقتل الجماعي، مؤكدًا أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى انفجار إقليمي شامل، لن يكون في صالح أحد.