خالد الإعيسر: مصر والسودان نموذج تاريخي للتكامل بين شعبَي وادي النيل |فيديو

أكد خالد الإعيسر، وزير الثقافة والإعلام السوداني، أن العلاقات بين مصر والسودان تُعد نموذجًا فريدًا في المنطقة، مشددًا على ضرورة الحفاظ على خصوصية هذا الترابط التاريخي والاجتماعي بين البلدين، والعمل على تنميته بما يخدم المصالح المشتركة لشعبَي وادي النيل.
وأوضح خالد الإعيسر، في تصريحات خاصة لقناة "إكسترا نيوز" خلال زيارته الرسمية إلى القاهرة، أن هذه العلاقات الممتدة عبر التاريخ لا تقتصر على الجانب الرسمي، بل تمتد إلى الأواصر الشعبية والثقافية والاجتماعية، التي تعزز من مكانة العلاقة الثنائية على المستويين العربي والإفريقي.
زيارة رفيعة المستوى
وتحدث خالد الإعيسرعن جدول زيارته الحالية إلى مصر، مؤكدًا أن الوفد الرسمي التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في لقاء عكس عمق التفاهم بين قيادتي البلدين، كما شملت الزيارة لقاءات رسمية رفيعة المستوى داخل مقر الحكومة المصرية، تناولت ملفات التعاون المشترك، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية الدقيقة التي تمر بها المنطقة.
وأشار خالد الإعيسر إلى أن جدول الزيارة يتضمن كذلك لقاءات موسعة مع ممثلي الجالية السودانية المقيمة في مصر، والبعثة الدبلوماسية السودانية بالقاهرة، وذلك في إطار حرص الحكومة السودانية على تعزيز التواصل مع أبنائها في الخارج، والاستماع إلى مطالبهم والعمل على تلبيتها بالتنسيق مع السلطات المصرية.
دعم مصري للجالية السودانية
وفي هذا الإطار، قال خالد الإعيسر إن الوفد السوداني لمس تجاوبًا كبيرًا من الجانب المصري بشأن قضايا تهم الجالية السودانية، وعلى رأسها تسهيل إجراءات الإقامة، وتحسين أوضاع التعليم والرعاية الاجتماعية والصحية، بما يضمن كرامة المواطنين السودانيين المقيمين في مصر.
وأوضح خالد الإعيسر أن الحكومة السودانية حريصة على دعم أفراد الجالية في الخارج، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يشهدها السودان حاليًا، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية أبدت استعدادًا واضحًا للتعاون الكامل في هذا الملف الإنساني والاجتماعي، وهو ما يعكس عمق الشراكة الحقيقية بين البلدين.
توافق في الرؤى الإقليمية
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، لفت خالد الإعيسر إلى أن المباحثات مع الجانب المصري شملت ملفات استراتيجية كبرى، منها قضية مياه النيل، والأمن الإقليمي، والوضع الداخلي في السودان، مؤكدًا أن هناك توافقًا كاملًا في وجهات النظر بين القاهرة والخرطوم بشأن هذه القضايا.
وأشار خالد الإعيسر إلى أن التنسيق الثنائي بين البلدين لا يقتصر على الملفات الثنائية، بل يمتد أيضًا إلى التنسيق المشترك داخل المحافل الدولية، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الاستقرار في الإقليم. كما أكد أهمية تعزيز الاتفاقيات السابقة بين مصر والسودان في مجالات التعليم والتجارة والثقافة والإعلام والتأهيل المهني.
تعزيز إعلامي وثقافي
وقال خالد الإعيسر إن التعاون الإعلامي والثقافي بين البلدين يمثل محورًا أساسيًا في العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى وجود اتفاق مبدئي على إطلاق برامج مشتركة، وتكثيف التبادل الإعلامي والثقافي، بهدف تصحيح الصورة الذهنية وتعزيز روابط الانتماء بين الشعبين.
وشدد خالد الإعيسر على أن الثقافة والإعلام يمكن أن يلعبا دورًا جوهريًا في ترسيخ مفهوم "الوحدة المصيرية" بين مصر والسودان، داعيًا إلى زيادة حجم البرامج التوعوية والتدريبية المشتركة، بما يخلق جيلًا من الإعلاميين والمثقفين القادرين على التعبير عن قضايا البلدين والدفاع عنها في المحافل الدولية.

مرحلة في تاريخ السودان
واختتم خالد الإعيسر تصريحاته بالتأكيد على أن السودان يمر بمرحلة حساسة ومفصلية في تاريخه، تستوجب المزيد من التنسيق والدعم بين الدول الشقيقة، وفي مقدمتها مصر، لما لها من ثقل سياسي واستراتيجي في المنطقة.
وذكر خالد الإعيسر أن الخرطوم تعتمد على علاقاتها التاريخية مع القاهرة كرافعة أساسية لعبور التحديات الراهنة، متطلعًا إلى أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من التكامل بين البلدين على كافة الأصعدة، بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية لشعبَي وادي النيل.