خالد الإعيسر: الروابط مع مصر لا تحكمها الجغرافيا بل وحدة الدم والتاريخ|فيديو

أكد خالد الإعيسر، وزير الثقافة والإعلام السوداني، أن العلاقات بين مصر والسودان تشهد تطورًا لافتًا في مختلف المجالات، موضحًا أن زيارته الأخيرة إلى القاهرة حملت دلالات كبيرة على قوة الروابط بين البلدين الشقيقين، ليس فقط على المستوى الرسمي، وإنما أيضًا على المستوى الشعبي والتاريخي والاجتماعي المشترك.
شراكة استراتيجية متجددة
وأوضح خالد الإعيسر، في تصريحات خلال لقائه بقناة "إكسترا نيوز"، أن الملفات التي طُرحت خلال جدول المباحثات مع المسؤولين المصريين تعكس طبيعة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، مؤكداً أن العلاقات الثنائية تتطور بشكل مستمر وتعتمد على رؤية مشتركة تهدف إلى تحقيق مصالح الشعبين.
وتناول خالد الإعيسر اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية المحورية، على رأسها ملف مياه النيل، والذي يُعد من أبرز التحديات المشتركة بين البلدين، إلى جانب مناقشة الأوضاع الأمنية والسياسية داخل السودان، ودور مصر الداعم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان منذ اندلاع الصراع المسلح.
توافق في الرؤى
وأشار خالد الإعيسر إلى وجود توافق كامل في الرؤى بين القاهرة والخرطوم بشأن مجمل القضايا الحيوية المطروحة، وهو ما يعكس عمق الفهم المشترك لطبيعة التحديات والفرص التي تواجه المنطقة، منوهًا إلى أن هذا التوافق سيساهم في دعم جهود إحلال الأمن والسلام في السودان، وتعزيز التنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية.
كما أكد خالد الإعيسر أن أوضاع الجالية السودانية المقيمة في مصر كانت محل اهتمام واضح خلال الزيارة، مشيرًا إلى تفهم الجانب المصري لأهمية تقديم الدعم والرعاية للأشقاء السودانيين المقيمين على أراضيه، في ظل الظروف الإنسانية الراهنة، وهو ما يعزز من مكانة مصر كداعم دائم للشعب السوداني في كافة الأوقات.
تعاون في التعليم والإعلام
ولفت خالد الإعيسر إلى أن اللقاءات الثنائية ركزت أيضًا على تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتدريب والتأهيل الإعلامي، من خلال برامج تبادل مشترك ومشروعات مستقبلية تسعى للاستفادة من الخبرات المتبادلة في هذا المجال الحيوي، مشيرًا إلى أن مصر تمثل مركزًا رائدًا في الإعلام العربي، وهو ما يُشكل فرصة لتطوير قدرات الإعلام السوداني.
وأكد خالد الإعيسر أهمية الدفع بالعلاقات الثقافية والسياحية بين البلدين، عبر دعم الفعاليات المشتركة، والمهرجانات، والمعارض، والأنشطة التي تعكس التنوع الثقافي في كل من مصر والسودان، موضحًا أن الثقافة تمثل جسرًا مهمًا للتواصل بين الشعوب، وتعزيز التفاهم في ظل التحديات السياسية والاقتصادية القائمة.

تنسيق بالمحافل الدولية
وأشار خالد الإعيسر إلى أن تعزيز التنسيق بين مصر والسودان في المحافل الدولية يعد أحد أبرز الملفات التي تم التوافق عليها خلال الزيارة، بما يضمن تحقيق مصالح مشتركة في القضايا الإقليمية والدولية، مشددًا على أن التحرك المشترك في المنظمات الدولية والقمم الإقليمية سيعزز من حضور البلدين على الساحة العالمية.
واختتم خالد الإعيسر تصريحاته بالتأكيد على أهمية تفعيل الاتفاقيات السابقة الموقعة بين الجانبين، والعمل على تحديثها بما يتناسب مع تطورات المرحلة الحالية، معتبراً أن التكامل بين مصر والسودان ليس خيارًا بل ضرورة تفرضها الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك.