ترامب يفوز بالرهان.. إيرادات ضخمة تدخل الخزينة الأمريكية بفضل الرسوم الجمركية

في ظل تأكيداته المتكررة على أهمية الرسوم الجمركية كأداة مالية فعالة، أثبتت البيانات الرسمية صحة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث سجلت الحكومة الأمريكية إيرادات تقارب 30 مليار دولار خلال شهر يوليو الماضي فقط، وفق ما أوردته شبكة "سي إن إن".

وتُظهر أرقام وزارة الخزانة الأمريكية أن هذه العائدات تمثل قفزة هائلة بنسبة 242% مقارنة بإيرادات التعريفات الجمركية في يوليو من العام السابق، ما يعزز من مصداقية ما كان ترامب قد صرّح به مؤخرًا: "لدينا تدفق هائل من الأموال، لم تشهده البلاد بهذا الشكل من قبل".

وكانت بداية هذا النمو في الإيرادات قد انطلقت منذ أبريل حين بدأ ترامب تطبيق تعريفات جمركية بنسبة 10% على معظم السلع، تلتها إجراءات أكثر صرامة. ونتيجة لذلك، تمكنت الحكومة الأمريكية من تحصيل نحو 100 مليار دولار خلال أربعة أشهر فقط، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف ما تم جمعه في نفس الفترة من عام 2024.

أثر طويل المدى وتوقعات متباينة

وتوقعت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تستمر هذه السياسة في توليد إيرادات ضخمة، قد تتجاوز تريليوني دولار خلال السنوات العشر المقبلة إذا استمرت بنفس الوتيرة.

 ومع ذلك، حذر العديد من الاقتصاديين من التبعات السلبية المحتملة، وأعربوا عن أملهم في أن تعيد الولايات المتحدة النظر في اعتمادها المتزايد على الحواجز التجارية.

ترامب ونموذج القرن التاسع عشر

من جهته، لطالما عبّر ترامب عن رغبته في التحول من نظام ضريبة الدخل إلى اعتماد الرسوم الجمركية كمصدر رئيسي للإيرادات، مستشهداً بالتجربة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر، حين كانت الرسوم الجمركية تمثل الدعامة الأساسية لتمويل الحكومة الفيدرالية.

وعلى الرغم من أن ضرائب الدخل والرواتب لا تزال تمثل المصدر الأبرز لإيرادات الحكومة، إلا أن المزج بين الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب والتخفيضات الضريبية التي أقرها الجمهوريون مؤخراً، يشير إلى تحول تدريجي – ولو طفيف – في السياسات الضريبية نحو فرض الضرائب على السلع بدلاً من الدخول.

غير أن هذا التوجه لم يخلُ من تبعات، فقد بدأت الشركات بالإعلان عن نيتها رفع الأسعار نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، ما قد يؤدي بدوره إلى زيادة أعباء المعيشة على المستهلكين.

كما حذر محللون من احتمال تراجع أداء الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل، وهو ما قد ينعكس سلباً على إيرادات الدولة من ضريبة الدخل، مما يثير مخاوف من تأثيرات عكسية للسياسات الجمركية الحالية.