الكابينت الإسرائيلي يعقد اجتماعًا لإقرار عملية احتلال كامل قطاع غزة

يعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل الكابينت، اجتماعاً اليوم الخميس، وسط تقارير تشير إلى اتجاه حكومة بنيامين نتنياهو نحو إقرار خطة للسيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الكابينت من المتوقع أن يصادق على خطة عسكرية جديدة تهدف إلى بسط سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على كامل أراضي القطاع.
وأوضحت الهيئة العبرية أن جيش الاحتلال أعد خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من السيناريوهات التنفيذية، رغم التحفظات التي يبديها رئيس هيئة الأركان إيال زامير، والذي يعارض الخطة من حيث المبدأ.
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد كشفت عن خلافات بين زامير ونتنياهو بشأن توسيع العمليات العسكرية في غزة، حيث يعتبر رئيس الأركان أن الخطة تمثل "مصيدة عسكرية" قد تكلف إسرائيل ثمناً باهظاً.
كاتس: الجيش ملزم بتنفيذ قرارات الحكومة
في المقابل، أكد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الأربعاء، أن الجيش ملزم بتنفيذ قرارات الحكومة، بالرغم من الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية، قائلاً: "من حق وواجب رئيس الأركان أن يعبّر عن رأيه في المحافل المختلفة، لكن بعد اتخاذ القرار السياسي، فإن الجيش سينفذ المهمة بكل حزم ومهنية، كما اعتاد في مختلف الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب".
وتشير تسريبات إعلامية إلى أن نتنياهو مصمم على المضي قدماً في التصعيد العسكري، وتوسيع العمليات لتشمل مناطق مكتظة يُعتقد أنها تضم عدداً من الرهائن، بما في ذلك مدينة غزة ومخيمات اللاجئين.
وفي هذا السياق، زعم نتنياهو ضرورة إكمال هزيمة حركة حماس لضمان تحرير الرهائن المحتجزين في غزة منذ الهجوم الذي نفذته الحركة في أكتوبر 2023، رغم أن جميع التقديرات داخل إسرائيل تشير إلى أن احتلال قطاع غزة يعني إعدام الرهائن.
تحذيرات أوروبية وأممية
من جهته، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، في تصريحات لوكالة "رويترز"، إن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تزال "شديدة الخطورة"، رغم بعض المؤشرات الإيجابية خلال الأسابيع الأخيرة، مثل تحسن محدود في إدخال الوقود، وإعادة فتح بعض الطرق، وزيادة عدد الشاحنات المخصصة للمساعدات، إلى جانب إصلاح جزء من البنى التحتية الحيوية.
إلا أن المسؤول الأوروبي أشار إلى وجود "عوائق كبيرة" لا تزال تعطل جهود الإغاثة، على رأسها غياب بيئة آمنة تتيح توزيع المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
في السياق ذاته، أعربت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عن قلقها الشديد حيال تدهور الوضع الغذائي في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين "يُطلق عليهم النار أثناء محاولتهم تأمين الطعام لعائلاتهم".
وأكدت الوكالة، في بيان نشرته عبر منصة "إكس"، أن الأمم المتحدة ظلت تحذّر منذ أشهر من تبعات الأزمة المتصاعدة في غزة، حيث يتضور السكان جوعاً، ويُقتلون أثناء بحثهم عن الغذاء، داعية إلى اتخاذ قرار سياسي عاجل بفتح المعابر دون شروط، لتمكين العاملين الإنسانيين من أداء مهامهم.
وفيات جراء المجاعة في قطاع غزة
وبحسب وزارة الصحة في غزة، سجلت المستشفيات خمس حالات وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة حتى صباح الأربعاء الماضي، ليرتفع عدد الوفيات الناتجة عن الجوع إلى 193 حالة، من بينهم 96 طفلاً.