مستشار أوكراني: إنذار بوتين غطاء لتحالف دولي بقيادة واشنطن لعزل موسكو|خاص

قال الدكتور إيفان أوس، مستشار في المعهد الوطني الأوكراني، في تصريح خاص لـ«نيوز رووم»، إن الإنذار الذي ظهر وكأنه صادر عن الكرملين لم يكن في حقيقته سوى غطاء لإنذار دولي أوسع تقوده الولايات المتحدة ضد روسيا، وتشارك فيه قوى فاعلة كالصين والهند والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أوس، أن واشنطن طلبت بشكل واضح من بكين ونيودلهي وقف شراء موارد الطاقة من روسيا، وهو ما يفسر تسارع التحركات الأمريكية مؤخرًا. كما أن الأرقام تكشف حجم الاعتماد الروسي على السوقين الصينية والهندية؛ فخلال الربع الأول من 2025، استحوذت الصين على 51.7% من صادرات النفط الخام الروسي، والهند على 41.3%، بينما لم تتجاوز حصة البرازيل 0.2%، رغم ورود اسمها في بعض التقارير السياسية.
من شراء النفط إلى الرسوم المشتركة
وأشار أوس إلى أن ثلاث دول من الاتحاد الأوروبي لا تزال تشتري النفط الروسي، هي سلوفاكيا (2.5%)، المجر (2.4%)، والتشيك (1.2%)، بالإضافة إلى أذربيجان بنسبة ضئيلة (0.8%).
وعلي حد قوله، فإن الولايات المتحدة طالبت الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية موحّدة على منتجات الدول التي تواصل شراء الطاقة الروسية، وهو ما يُعد تحركًا استراتيجيًا لعزل موسكو اقتصاديًا.
وأضاف أن التفاهم التجاري الأخير بين واشنطن وبروكسل كان نقطة تحول، حيث أدى إلى تقليص ترامب لفترة الإنذار الموجهة إلى روسيا من 50 يومًا إلى 10–12 يومًا فقط، ما يعني موافقة أوروبية ضمنية على المشاركة في الإجراءات التصعيدية.
عقوبات ورسوم جمركية ضد داعمي موسكو
وأكد أوس أن ما بعد انتهاء مهلة الإنذار سيشهد تنسيقًا أمريكيًا-أوروبيًا لفرض رسوم جمركية على واردات الدول التي تواصل استيراد الطاقة من روسيا، بالإضافة إلى إطلاق الحزمة الأولى من العقوبات الاقتصادية في ولاية ترامب الثانية، والتي ستشمل استهداف ناقلات "أسطول الظل" الروسي الذي يُستخدم للتحايل على العقوبات الغربية.
رفض روسي لوقف الحرب
وحذر الدكتور أوس من أن روسيا لا تزال تراهن على النصر العسكري وترفض وقف العمليات، معتبرًا أن السيناريو الأكثر ترجيحًا في المرحلة القادمة هو التصعيد العسكري من جانب موسكو.
"الكرملين مقتنع بأن التفوق العسكري في الميدان يمنحه أفضلية في التفاوض، وبالتالي لا توجد نية حقيقية لوقف إطلاق النار"، بحسب تعبيره.
وحول الموقف الأمريكي، شدد أوس على أن السؤال الأهم اليوم لم يعد يتعلق بما ستفعله روسيا، بل بما إذا كانت الولايات المتحدة ستزيد من دعمها المباشر لأوكرانيا، سواء عبر المساعدات الثنائية أو من خلال تحفيز حلفائها في الناتو للانخراط بشكل أوسع.
وختم أوس تصريحه، أن الدعم الغربي، وتحديدًا الأمريكي، هو ما سيحدد إن كان التصعيد الروسي سيُقابل بردع حقيقي أم لا.. كما أن المواجهة تدخل مرحلة حاسمة".