ناجي الشهابي: ضعف الإقبال سببه غياب التنافس ونأمل مشاركة أوسع بالنواب |فيديو

قدّم السياسي ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، تحليلًا تفصيليًا لمجريات انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025، خلال حواره في برنامج "آخر الأحداث" المذاع عبر قناة الشمس الفضائية، حيث استعرض أسباب ضعف الإقبال، وصعوبات الترشح، ودور الأحزاب، كما شدد على أهمية وعي المواطن، وضرورة توحيد الصف الوطني لمواجهة التحديات الخارجية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
غياب التنافس في القوائم
في مستهل حديثه، أكد ناجي الشهابي أن انتخابات مجلس الشيوخ 2025 قد جرت في ظروف تنظيمية ممتازة من حيث الإدارة الفنية للعملية الانتخابية، مشيدًا بأداء الهيئة الوطنية للانتخابات، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على أن ضعف التنافس السياسي كان له تأثير كبير على نسب المشاركة، خاصة فيما يخص نظام القوائم.
وأوضح ناجي الشهابي أن قائمة واحدة فقط ضمت 12 حزبًا سياسيًا خاضت الانتخابات بالتزكية، وهو ما أفقد المواطنين الحافز للمشاركة في التصويت، لأن النتيجة كانت محسومة سلفًا، باستثناء شرط الحصول على نسبة 5% من أصوات الناخبين لضمان إعلان الفوز.
الانتخابات الفردية أظهرت تنافسًا
وعن نظام المقاعد الفردية، أشار ناجي الشهابي إلى أن التنافس كان حاضرًا، لوجود عدد كبير من المرشحين، إلا أن طبيعة الدوائر الواسعة على مستوى المحافظات زادت من صعوبة المعركة، حيث واجه المرشحون تحديات لوجستية وجماهيرية كبيرة في الوصول للناخبين وإقناعهم.
وأضاف ناجي الشهابي أن الهيئة الوطنية للانتخابات أظهرت أداءً احترافيًا، مستفيدة من خبرات تراكمية منذ تكليفها بموجب دستور 2014 بإدارة الانتخابات العامة والمحلية، مشيرًا إلى أن التنظيم الأمني والإداري كان على أعلى مستوى، مما يعكس جاهزية الدولة لإنجاح الاستحقاقات الدستورية.
نسب المشاركة لا ترقى للتوقعات
رغم التنظيم الجيد، أكد ناجي الشهابي أن العزوف الجماهيري كان الملاحظة الجوهرية الأبرز في هذه الانتخابات، موضحًا أنه رصد بنفسه نسب الإقبال الضعيفة خلال جولاته الميدانية على أكثر من 40 لجنة انتخابية بمحافظات الجيزة والسويس.
وأشار ناجي الشهابي إلى أن بعض اللجان لم تتجاوز نسبة الإقبال فيها 7% فقط، وهو معدل منخفض لا يعكس طموحات الدولة ولا رغبة الشارع في التعبير عن صوته. وأرجع الشهابي ضعف الإقبال إلى غياب الحماسة بسبب انعدام التنافس في القوائم، إضافة إلى الطقس الحار الذي أعاق حركة المواطنين.
تحديات ومرشحون بارزون
وفيما يتعلق بمشاركة حزب الجيل الديمقراطي في الانتخابات، أوضح ناجي الشهابي أن الحزب كان يعتزم الدفع بـ 24 مرشحًا، لكنه واجه تعقيدات إدارية حالت دون قبول أوراق معظمهم، مشيرًا إلى أن الجهات المختصة قبلت فقط 10 مرشحين لخوض الانتخابات على المقاعد الفردية.
وأوضح ناجي الشهابي أن الحزب قدم طعونًا أمام محاكم القضاء الإداري في عدد من المحافظات، مثل الجيزة والإسكندرية والدقهلية ودمياط، إلا أن جميعها قُوبلت بالرفض، مما دفع الحزب لخوض المنافسة الفردية بـ10 مرشحين فقط، وصفهم الشهابي بـ"الحصان الأسود" في هذه الجولة الانتخابية، نظرًا لقوتهم في دوائرهم.
والانتخابات تحتاج وعيًا جماهيريًا
وشدد ناجي الشهابي على أن المواطن هو العنصر الأهم في أي عملية انتخابية، واصفًا إياه بـ"صاحب الزفة"، لأن الحضور الشعبي هو ما يمنح الانتخابات قيمتها ومصداقيتها، مضيفًا: "إذا غاب المواطن، فقدت الانتخابات معناها".
ودعا ناجي الشهابي إلى تعزيز التوعية السياسية لدى المواطنين، مؤكدًا أن المسؤولية لا تقع على عاتق الدولة أو الهيئة الوطنية للانتخابات فقط، بل هي مسؤولية جماعية تشمل الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، والإعلام، والمؤسسات الدينية والتعليمية.
التحضير لانتخابات النواب
وفي إطار حديثه عن المستقبل، أكد ناجي الشهابي أن تجربة انتخابات الشيوخ يجب أن تكون جرس إنذار قبل خوض انتخابات مجلس النواب القادمة، مشددًا على أهمية ضمان وجود تنافس حقيقي، ومشاركة جماهيرية فاعلة تعكس اهتمام المواطنين بالشأن السياسي.
وأشار ناجي الشهابي إلى أن البرلمان المصري بغرفتيه، النواب والشيوخ، هو تجسيد لنصوص الدستور، وبالتالي لا يمكن إغفال أهمية هذه الانتخابات، أو تقليل أثرها على المسار الديمقراطي في البلاد، مطالبًا كافة الجهات المعنية بالاستعداد الجيد للمرحلة المقبلة.
الانتخابات الرئاسية كانت نموذجًا
ولفت ناجي الشهابي إلى أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة شهدت إقبالًا جماهيريًا واسعًا، مرجعًا ذلك إلى الموقف القومي المشرف للرئيس عبد الفتاح السيسي في القضية الفلسطينية، والذي أعاد للأذهان مواقف الدولة المصرية التاريخية في الستينيات والسبعينيات.
وقال ناجي الشهابي: "المصريون حشدوا بقوة دعمًا للرئيس الذي رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهل غزة، وواجه الضغوط الأمريكية بموقف وطني غير مسبوق"، مؤكدًا أن هذا الموقف هو ما دفع المواطنين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية.
ونحتاج مشاركة شعبية قوية
وعبّر ناجي الشهابي عن أسفه لأن نسب الإقبال الضعيفة في انتخابات الشيوخ لم تعكس الرسائل السياسية التي كانت الدولة تتمنى إرسالها للعالم، خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تواجهها مصر، وعلى رأسها مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح ناجي الشهابي أن انتخابات البرلمان القادمة يجب أن تكون بمثابة رسالة قوية موجهة لأمريكا، وإسرائيل، وللقوى الغربية، بأن الشعب المصري مصطفّ خلف قيادته الرسمية، ويدعم قراراتها، ويؤمن بعدالة موقفها الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالمطالبة بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

وتكاتفنا هو الضمان الوحيد
واختتم ناجي الشهابي حديثه بالتأكيد على أن مصر الرسمية لا يمكن أن تنجح دون دعم مصر الشعبية، داعيًا جميع القوى الوطنية إلى الاصطفاف خلف القيادة السياسية، والعمل على حماية الأمن القومي، ومواجهة حملات التشويه والتضليل التي تستهدف استقرار البلاد.
وشدد ناجي الشهابي على أن مشاركة المواطنين في الاستحقاقات الانتخابية لا تُعد فقط ممارسة سياسية، بل رسالة سياسية بامتياز، تثبت للعالم أن الشعب المصري يقف في صف دولته، ويدافع عن قضاياه ومقدراته ومصيره.