تلال القمامة تخنق «كوم الفئران» بدمياط والأهالي: «بيوتنا بقت وسط الزبالة»

في قلب منطقة كوم الفئران بمحافظة دمياط، تنبعث الروائح الكريهة من أكوام القمامة التي تتكدس بجوار البيوت وعلى أطراف الطرق، في مشهد متكرر يوميًا يُثير غضب واستياء الأهالي. وبينما ترتفع شكاوى السكان، تظل استجابات الجهات المسؤولة محدودة، إن لم تكن غائبة تمامًا.
عدسة "نيوز رووم" انتقلت إلى الموقع ورصدت الواقع الصادم، حيث تراكمت المخلفات الصلبة، ومخلفات الطعام، ومخلفات ورش النجارة الصغيرة، حتى باتت الشوارع الرئيسية والفرعية غير صالحة للسير، فضلًا عن تحوّل بعض المساحات الخالية إلى مقالب عشوائية تفرخ الحشرات والروائح الكريهة.
"هبة": تعبنا من الشكوى ومفيش فايدة
تقول السيدة هبة محمد، وهي إحدى ساكنات المنطقة: "كل يوم بنصحى على منظر الزبالة جنب باب البيت، وحتى لما بننضف أو نحاول نلمّ القمامة، بتتراكم تاني خلال ساعات.. تعبنا من الشكوى، ومفيش حد بيسمع". وأضافت: "العيال مش عارفين يلعبوا، والناموس والذباب دخلوا البيوت، ومش عارفين نعيش".
الحاج أحمد: الصرف والقمامة بيكملوا على صحتنا
أما الحاج أحمد عبد الستار، أحد سكان الشارع الرئيسي بكوم الفئران، فيؤكد أن المشكلة لا تقتصر فقط على القمامة، بل تتفاقم مع طفح الصرف الصحي المتكرر:" الزبالة على اليمين، والمجاري على الشمال.. واللي عنده طفل مريض أو حد كبير في السن مش عارف يحافظ عليه.. ده خطر علينا كلنا"، ويتابع: "المجلس بينزل يصور بس، ولا في عربية بتشيل الزبالة ولا صناديق كفاية، وكل اللي بنسمعه وعود".
غياب الحاويات والرقابة.. الوضع يزداد سوءًا
خلال جولة "نيوز رووم" لاحظنا غياب صناديق القمامة تمامًا عن شوارع المنطقة، واعتماد السكان على إلقاء المخلفات بجوار الأرصفة أو في الساحات الترابية. بعض الأهالي قالوا إن سيارات جمع القمامة تمر أحيانًا مرة أسبوعيًا، وأحيانًا لا تأتي على الإطلاق.
وتشير التقديرات المحلية إلى أن المنطقة تضم مئات الأسر، مما يعني أن حجم المخلفات اليومية كبير، ويحتاج إلى خطة نظافة منظمة تبدأ بتوفير الحاويات وتكثيف حملات الجمع، إلى جانب توعية السكان.
مطالب عاجلة من المسؤولين
يُجمع الأهالي على مطلب واحد: التدخل العاجل من مجلس مدينة دمياط ومحافظة دمياط. فهم لا يطلبون رفاهية، بل مجرد حد أدنى من البيئة النظيفة والصحية التي تحفظ كرامتهم وسلامة أسرهم.
ختامًا، تظل قضية النظافة في منطقة كوم الفئران نموذجًا لمعاناة مناطق عديدة في المحافظات، حيث تُرفع شكاوى المواطنين دون أن تجد آذانًا صاغية، في وقت تتزايد فيه الأمراض وتتعقد فيه الأزمات الصحية والبيئية.



