«ماتوا جعانين ».. 20 شهيدًا إثر انقلاب شاحنة مساعدات في غزة

لقي 20 فلسطينيًا على الأقل مصرعهم، وأُصيب العشرات بجروح، في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، إثر انقلاب شاحنة مساعدات غذائية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في حادث مأساوي وصفته جهات محلية بأنه "مجزرة إنسانية جديدة" راح ضحيتها جوعى يبحثون عن لقمة العيش تحت الحصار.
ووفق ما أفادت به مصادر طبية ومكتب الإعلام الحكومي في القطاع، وقع الحادث أثناء تدافع حشود من السكان المحاصرين باتجاه شاحنة مساعدات كانت تسلك طريقًا غير مهيأ وسبق أن تعرض للقصف، ما أدى إلى انقلابها وسط الجموع.
وأكدت المصادر أن معظم الشهداء من سكان المناطق المنكوبة الذين يعانون من الجوع المدقع، واستشهدوا وهم ينتظرون المساعدات، مشيرين إلى أن الشاحنة أُجبرت على سلوك طريق خطر بفعل القيود الإسرائيلية على المعابر والمسارات الآمنة.
سياسة الهندسة الممهنجة للفوضي والتوجيع
وفي بيان رسمي، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الحادث، معتبرًا أن ما جرى هو نتيجة مباشرة لسياسة "الهندسة الممنهجة للفوضى والتجويع"، عبر تعطيل قوافل الإغاثة ومنع تنظيم توزيع المساعدات وفرض ممرات عشوائية.
وأشار البيان إلى أن الحادث ليس الأول، بل يأتي ضمن سلسلة من المجازر التي طالت المدنيين المحاصرين أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء، وسط أوضاع وصفتها منظمات إنسانية دولية بأنها "كارثية وغير مسبوقة".
ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر الجوع في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط شح المساعدات وإغلاق شبه كامل للمعابر.
الأونروا: الجوع هو "القاتل الجديد في غزة"
ودعا المكتب الإعلامي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتأمين تدفق مستدام وآمن للمساعدات، وفتح المعابر دون قيود، محملاً إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية.
من جهته، وصف المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني الجوع بأنه "القاتل الجديد في غزة"، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتقديم المساعدات دون عوائق وبكرامة، داعيًا إلى السماح الكامل للأمم المتحدة وشركائها بالعمل داخل القطاع المحاصر.