عاجل

تزايد خطر داعش في أفريقيا مع تراجع اهتمام إدارة ترامب

داعش في إفريقيا
داعش في إفريقيا

مع تصاعد التقارير التي ترصد عودة قوية لتنظيم داعش في أفريقيا، يحذر خبراء أمريكيون من أن الولايات المتحدة لن تظل بمنأى عن هذه الموجة الجديدة من الهجمات القاتلة.

ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "نيوزويك"، فقد كثّف تنظيم داعش والجماعات الإرهابية المتحالفة معه هجماته في مناطق مختلفة من أفريقيا، حيث نفذ عددًا متزايدًا من العمليات، موسعًا نفوذه بطريقة قد تتحول في النهاية إلى تهديد يتجاوز حدود القارة، ليشمل الولايات المتحدة بشكل خاص.

في الأسبوع الماضي، قام التنظيم بهجمات في منطقة الساحل الأفريقي وأماكن أخرى في القارة، منها هجوم دموي استهدف كنيسة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما أعلن مسؤوليته عن مقتل جنود في بوركينا فاسو الخميس الماضي.

داعش في إفريقيا
داعش في إفريقيا

حوادث داعش في إفريقيا 

وتعد هذه الحوادث جزءًا من تصاعد العنف المرتبط بداعش، حيث يشير المحللون إلى استغلال التنظيم للصراعات القائمة وانعدام الأمن المزمن، مما يجعل محاربته في أفريقيا تحديًا معقدًا للغاية.

وذكر خبير أمني أمريكي - طلب عدم الكشف عن هويته- أن المشكلة تكمن في ضرورة معالجة قضايا محلية معقدة للتعامل مع هذه الظاهرة الأوسع نطاقًا.

وأضاف أن الخطر يكمن في أن تتطور هذه الأوضاع إلى تهديد أوسع بكثير على المستوى العالمي، بما يشمل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، وأوروبا، وخارج أفريقيا بشكل عام.

وأصبح عدد متزايد من المسؤولين الأمريكيين يدركون حجم التهديد الذي يشكله تنظيم داعش والجماعات المسلحة الأخرى في أفريقيا، مع احتمالية تعرض الولايات المتحدة لهجمات مماثلة لتلك التي وقعت في أوروبا خلال العقد الماضي.

وأكد الجنرال مايكل لانجلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، في شهادة أدلى بها مؤخرًا: "إذا تُرك داعش دون رادع، فإنه سيشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الوطن".

تهميش أمريكي لملف داعش في إفريقيا

ومع ذلك، وبالرغم من انخراط إدارة الرئيس دونالد ترامب في المجال الدبلوماسي في الدول المتضررة من داعش، وبذل جهود للوساطة في اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، إلا أن القضية تحظى باهتمام سياسي أقل مقارنة بمناطق أخرى.

وأوضح المحلل الأمني كونفيدنس ماكهاري من شركة إس بي مورجان إنتليجنس، ومقرها لاجوس، أن السياسة الخارجية الأمريكية شهدت "تحولًا سلبيًا كبيرًا من مكافحة الإرهاب إلى التركيز على المنافسة على الموارد في أفريقيا"، وهو ما سمح للجماعات المسلحة بالانتشار في مناطق خارج نطاق الضربات الجوية الأمريكية.

ويعتقد ماكهاري أن هذه المنافسة على الموارد تكشف مدى هشاشة الولايات المتحدة، خاصة إذا طال التنظيم مصالحها الاقتصادية، ليس فقط في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بل وخارجها.

ترامب
ترامب

أفريقيا الخط الأمامي للإرهاب

منذ سنوات، أصبحت أفريقيا الخط الأمامي للعنف الإرهابي، كما يؤكد جيه بيتر فام، المبعوث الأمريكي لمنطقة البحيرات العظمى والساحل، حيث سجلت القارة غالبية وفيات الإرهاب في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك نحو نصف مجموع ضحايا الإرهاب في منطقة الساحل فقط.

وأشار فام إلى أن "مستويات التهديد التي تمثلها جماعات داعش المختلفة تتفاوت، لكنها جميعًا تزداد فتكًا من الساحل إلى الصومال وشرق الكونغو وموزمبيق".

وأضاف: "كما أنهم يظهرون قدرة متزايدة على السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، أو على الأقل حرمان الحكومات من القدرة على ممارسة سلطتها في العديد من المناطق".

تم نسخ الرابط