الهيئة الوطنية للانتخابات تنعي ثلاث حالات وفاة في أول أيام التصويت

في مشهد انتخابي اتسم بالانضباط والهدوء، شهد اليوم الأول من انتخابات مجلس الشيوخ 2025 داخل مصر، ثلاث حالات وفاة مؤسفة، تزامنت مع استمرار المواطنين في التوافد على لجان الاقتراع بمختلف المحافظات للإدلاء بأصواتهم.
وكشف المستشار أحمد بنداري، رئيس غرفة عمليات الهيئة الوطنية للانتخابات، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، عن تفاصيل الحالات الثلاث، مؤكدًا أنها وقعت أثناء سير العملية الانتخابية، دون أن تؤثر على انتظام العمل داخل اللجان.
وأوضح بنداري أن الحالة الأولى تعود إلى ناظر إحدى المدارس بقرية أبو كبير بمحافظة الشرقية، والذي وافته المنية بشكل مفاجئ أثناء متابعته لسير العملية الانتخابية داخل فناء المدرسة، مؤكدًا اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة فور وقوع الحادث.
أما الحالة الثانية، فهي للمواطنة ليلى معوض أحمد عويس، والتي كانت تشارك في التصويت داخل مدرسة "منه الله الحواتم" بمحافظة الفيوم، حيث تعرضت لأزمة قلبية مفاجئة، وتم نقلها للمستشفى، لكنها فارقت الحياة بعد وقت قصير من وصولها.
كما نعى بنداري صابر السيد عبد الرحمن، الموظف بمحكمة مركز الزقازيق، وأمين لجنة انتخابية بقرية ديار بنجم بمحافظة الشرقية، والذي توفي إثر أزمة قلبية أثناء تأدية مهامه داخل اللجنة.
وتقدم رئيس غرفة عمليات الهيئة الوطنية بخالص التعازي لأسر المتوفين وزملائهم، مؤكدًا أن الدولة تقف إلى جانبهم في هذا الظرف الإنساني، تقديرًا لما قدموه من جهد وتفانٍ في سبيل أداء الواجب الوطني والمشاركة في إنجاح الاستحقاق الانتخابي.
ورغم هذه الأحداث المؤلمة، شدد بنداري على أن العملية الانتخابية تسير بشكل منضبط ومنظم على مستوى الجمهورية، وأن اللجان واصلت أعمالها دون توقف، وسط إقبال شعبي متزايد يعكس وعي المواطنين بأهمية المشاركة السياسية.
وأشار رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة إلى أن الانتخابات تُجرى في 8,286 مقرًا انتخابيًا على مستوى الجمهورية، بإشراف 9,500 قاضٍ من هيئتي قضايا الدولة والنيابة الإدارية، وبمتابعة نحو 25 ألف متابع من منظمات المجتمع المدني والهيئات الدولية ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
وكشف بنداري أن الهيئة أطلقت تطبيقًا إلكترونيًا يوفر خدمات الاستعلام عن لجان الناخبين، ومعرفة الكثافات داخل اللجان لتحديد الوقت المناسب للإدلاء بالصوت، وقد تم تحميل التطبيق من قبل نحو 80 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، في مؤشر لافت على التفاعل الرقمي مع العملية الانتخابية.
وفي خطوة تعكس اهتمام الهيئة الوطنية بجميع فئات المجتمع، أوضح بنداري أن بطاقات الاقتراع شملت لأول مرة لغة الإشارة وطريقة "برايل" لضمان مشاركة ذوي الإعاقة البصرية والسمعية دون الحاجة إلى مرافق، مع توفير تعليمات لرؤساء اللجان لتقديم الدعم اللازم متى طُلب ذلك.
كما أشار إلى أن المتابعين من المنظمات والمراسلين حصلوا على كارنيهات مزوّدة بـ"باركود"، يتيح سهولة التسجيل والتحقق الإلكتروني، في إطار التزام الهيئة بأعلى معايير الشفافية والنزاهة.
وتستمر عملية التصويت غدًا الثلاثاء لليوم الثاني والأخير داخل مصر، وسط استعدادات مكثفة من الهيئة الوطنية للانتخابات، وتنسيق دائم مع الجهات المعنية لتوفير الأجواء المناسبة لضمان ممارسة المواطنين حقهم الدستوري بكل سهولة ويسر.