لتخفيف التوتر مع بيونغ يانغ.. سيول تبدأ إزالة مكبرات الصوت على الحدود

أعلنت كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، عن بدء تفكيك مكبرات الصوت الحدودية التي كانت تُستخدم لبث موسيقى البوب الكورية والتقارير الإخبارية إلى كوريا الشمالية، في خطوة لخفض التصعيد وإعادة بناء الثقة بين الجارتين.
وأكد لي كيونغ هو، المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن الجيش شرع فعليًا في إزالة هذه الأجهزة، مضيفًا أن "الإجراء يهدف إلى تخفيف التوترات، مع الحفاظ على جاهزية الجيش".
خطوة رمزية لتبريد الأجواء
ويأتى هذا القرار في أعقاب إعلان الجيش في يونيو أن البلدين، رغم بقائهما في حالة حرب من الناحية القانونية، قد أوقفا بث الدعاية عبر الحدود. وتوقفت بيونغ يانغ كذلك عن إرسال أصوات غريبة ومزعجة أثارت استياء سكان الجنوب في المناطق الحدودية.
وبحسب وزارة الدفاع، ستُزال كافة مكبرات الصوت على طول الحدود بحلول نهاية الأسبوع الجاري، دون تحديد عدد الأجهزة المشمولة بالقرار.
خفض التوترات مع الجارة الشمالية
من جهته، سعي الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، الذي تولّى المنصب حديثًا بعد عزل سلفه، منذ اليوم الأول إلى خفض التوترات مع كوريا الشمالية، وأمر بوقف بث الدعاية كخطوة أولى "لاستعادة الثقة".
لكن بيونغ يانغ لم تُظهر أي نية للتجاوب، بل ردت بتصريحات حادة على لسان كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم كيم جونغ أون، قالت فيها: "إذا كانت جمهورية كوريا تعتقد أنها تستطيع عكس الأمور ببضع كلمات عاطفية، فإنها ترتكب خطأً فادحًا".
بداية التوتر
كانت الحكومة الكورية الجنوبية السابقة قد استأنفت البث الدعائي العام الماضي ردًا على سلسلة من البالونات المحملة بالقمامة التي أطلقتها بيونغ يانغ باتجاه الجنوب. وفي المقابل، عزّزت كوريا الشمالية علاقاتها مع موسكو بشكل غير مسبوق منذ غزو روسيا لأوكرانيا، ما أثار قلقًا إضافيًا في سيول وواشنطن.
على الرغم من تصاعد التوتر، أكد الرئيس لي أنه مستعد للجلوس على طاولة الحوار دون شروط مسبقة. لكن الشمال لم يُبدِ أي تجاوب، في ظل جمود سياسي استمر خلال إدارة الرئيس السابق، والذي اتسم بموقف متشدد من بيونغ يانغ.
حرب لم تنتهِ.. هدنة بلا سلام
تجدر الإشارة إلى أن الكوريتين لا تزالان في حالة حرب من الناحية الفنية، إذ انتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة، وليس بمعاهدة سلام. وبينما يخطو الجنوب نحو التهدئة، تظل ردود الشمال متصلبة، ما يُبقي شبه الجزيرة في دائرة التوتر المستمر، رغم الجهود المتكررة لكسر الجمود.
وقد تكون إزالة مكبرات الصوت خطوة رمزية نحو السلام، لكنها لن تُحدث تغييرًا فعليًا ما لم تخرج بيونغ يانغ من دائرة العناد السياسي وتشارك في حوار حقيقي. وحتى ذلك الحين، تبقى آمال التقارب رهينة بحسابات الزعيم الكوري الشمالي.