حماس تشترط دخول 250 شاحنة مساعدات يوميا.. ونتنياهو يهدد بـ«الحل العسكري»

أفادت قناة i24 نقلاً عن مصادر مطلعة أن حركة "حماس" وضعت شرطًا أساسيًا لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، يتمثل في السماح بدخول ما لا يقل عن 250 شاحنة مساعدات يوميًا إلى قطاع غزة.
وبحسب صحيفة جيروزالم بوست العبرية، أصرّت حماس على أن تمر الشاحنات عبر معبر رفح، الذي لا يزال مغلقًا من الجانب الإسرائيلي، وهو ما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل غير مسبوق.
مساعدات تدخل ولا تُوزَّع.. وتبادل اتهامات بين إسرائيل والمنظمات الدولية
ووفق مديرية التنسيق والارتباط الإسرائيلية (COGAT)، دخلت غزة خلال الأسبوع الماضي 1200 شاحنة محمّلة بـ23 ألف طن من المساعدات، إضافة إلى إسقاط مئات المنصات جوًا.
رغم ذلك، لم تُوزَّع معظم هذه المساعدات داخل القطاع، حيث تبادل الطرفان الاتهامات؛ تلقي إسرائيل باللوم على الوكالات الدولية بسبب "تأخيرات لوجستية"، بينما تتهم تلك الوكالات إسرائيل بـ"عرقلة الوصول الآمن والفعال".
جهود مصرية مستمرة
من جانبها، أعلنت وسائل إعلام مصرية أن معبر رفح شهد عبور شاحنات وقود تحمل نحو 107 أطنان، في حين أطلق الهلال الأحمر المصري قوافل إضافية ضمن مبادرة "زاد العز.. من مصر إلى غزة"، محمّلة بأكثر من 5,000 طن من الإمدادات الأساسية، شملت الغذاء، وحليب الأطفال، والأدوية، ومستلزمات النظافة.
نتنياهو يتجه نحو "الخيار العسكري" لتحرير الرهائن
وفي ظل الجمود السياسي، نقلت شبكة «ABC News» عن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات يميل إلى توسيع العملية العسكرية في غزة لتحرير ما تبقّى من الرهائن المحتجزين لدى حماس، بعدما فشلت المحاولات الدبلوماسية في إبرام صفقة تبادل.
ووفق المصدر ذاته، فإن هناك نحو 20 رهينة يُعتقد أنهم على قيد الحياة، لكن إسرائيل باتت تشتبه بأن حماس غير مهتمة بإبرام صفقة، مما يدفع نتنياهو لتكثيف العمل العسكري بهدف تحريرهم.
تل أبيب علي صفيح ساخن
وشهدت شوارع تل أبيب، مساء السبت، تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف للمطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن. وقال إيلاي ديفيد، شقيق الرهينة إيفياتار ديفيد الذي ظهر مؤخرًا في مقطع فيديو بثته حماس وهو في حالة صحية حرجة:"إنهم على حافة الموت... أيامهم معدودة إن لم نتحرك فورًا."
أزمة المجاعة
بالتزامن مع هذه التطورات، زار ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفقة السفير مايك هاكابي، إسرائيل لتفقد آلية توزيع المساعدات، والتقى بعائلات الرهائن.
ويأتي هذا وسط تحذيرات متكررة من منظمات الإغاثة الدولية بأن غزة على شفا مجاعة، حيث وصلت مستويات الجوع إلى "درجة حرجة" بحسب تقارير أممية.
سوء التغذية يفتك بالأطفال
كشفت وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 175 شخصًا، بينهم 93 طفلًا، قضوا بسبب سوء التغذية خلال الأشهر الماضية. وبينما تؤكد إسرائيل أنها تتيح دخول مساعدات كافية، تشير المنظمات الإنسانية إلى أن الكمية لا تفي بالاحتياجات المتزايدة، بسبب تقييد الوصول وتعقيد التوزيع.
في ظل هذا التصعيد الإنساني والسياسي، تترسخ معادلة جديدة: المساعدات مقابل المفاوضات. وبينما تُصر حماس على أن تدفق الشاحنات شرط لبدء المحادثات، تلوّح إسرائيل بالخيار العسكري لتحرير الرهائن، مما يُنذر بجولة جديدة من المواجهة، في وقت لا يحتمل فيه سكان غزة مزيدًا من التأجيل أو التجويع.