عاجل

إرسال ترامب غواصتين نوويتين ضد روسيا.. خطوة استراتيجية أم تصعيد متهور؟

غواصة نووية أمريكية
غواصة نووية أمريكية

في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نشر غواصتين نوويتين في مياه قريبة من السواحل الروسية، في خطوة اعتبرها محللون سياسيون فرنسيون محاولة أمريكية للردع وإرسال رسالة تحذير إلى موسكو.

ويرى الخبراء أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل على التصريحات القاسية التي أطلقها دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، والتي وصفها ترامب بأنها استفزازية، رغم أن هذه الخطوة تعد الأخطر لأول مرة في تاريخ الحرب الباردة بن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

في الوقت نفسه، يحاول ترامب إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعودة إلى مفاوضات السلام بشأن الأزمة الأوكرانية، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح حتى الآن.

غواصة نووية أمريكية 
غواصة نووية أمريكية 

هجوم ترامب على ميدفيديف

ووجه ترامب انتقادات حادة لميدفيديف، واصفًا إياه بأنه "رئيس فاشل لا يزال يظن أنه في السلطة". ورد ميدفيديف بدعوة ترامب إلى متابعة مسلسل The Walking Dead، في تلميح ساخر إلى نظام "اليد الميتة" النووي السوفيتي، الذي يضمن ردًا تلقائيًا على أي هجوم نووي.

ورأت صحيفة "لوموند" أن الخطوة الأمريكية تمثل استخدامًا مدروسًا لما يُعرف بـ"نظرية الرجل المجنون"، حيث تحاول واشنطن إظهار استعدادها لاتخاذ إجراءات غير متوقعة وقاسية بهدف ردع موسكو عن أي تصعيد نووي.

وتشير تحليلات عسكرية إلى أن إرسال الغواصتين النوويتين لا يعبر عن نية حقيقية لشن هجوم، وإنما هو إجراء رمزي يهدف إلى تعزيز الردع الاستراتيجي الأميركي وإيصال رسالة واضحة للمنافس الروسي.

وغالبًا ما تكون الغواصات المنتشرة من طراز (SSBN)، وهي مجهزة بصواريخ باليستية عابرة للقارات، تشكل جزءًا من "الثالوث النووي" الأمريكي، وتتمتع بقدرة عالية على التخفي والتنقل لفترات طويلة دون اكتشافها.

بوتين وترامب
بوتين وترامب

أنظمة مراقبة بحرية روسية على أعلى مستوى 

في المقابل، تمتلك روسيا أنظمة مراقبة بحرية متطورة، تشمل أقمارًا صناعية بحرية وشبكات استشعار صوتية تحت الماء، إضافة إلى غواصات هجومية وأنظمة تعقب إلكترونية، مما يجعل مراقبة التحركات الأمريكية أمرًا دقيقًا.

وأوضح الدكتور باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، في تصريحات صحفية ، أن نشر الغواصتين في هذه المناطق هو تحرك يهدف للحفاظ على التوازن الاستراتيجي وليس إعلانًا لتصعيد عسكري، حيث تعتمد الولايات المتحدة على الردع الرمزي الذي يقنع الخصم بالجدية دون الانخراط في مواجهة مباشرة.

وأشار بونيفاس إلى أن هذه الخطوة تحمل رسائل قوية تفيد بأن واشنطن مستعدة لأي تجاوز روسي للحدود المتفق عليها، مؤكداً أن مصداقية الردع هي مفتاح الحفاظ على السلام في ظل الأزمات الدولية.

أما الخبير النووي برونو ترتريه، فأكد أن هذه الخطوة تمثل تطبيقًا عمليًا لنظرية الرجل المجنون، التي تعتمد على إظهار قدرة الرد السريع والمفاجئ لردع الخصم، مشيرًا إلى أن القدرة على إطلاق صواريخ نووية بعيدة المدى من غواصات مخفية تجعل هذا الرد أكثر فعالية.

تم نسخ الرابط