بقرار من ترامب.. تعيين إعلامية لبنانية على هرم القضاء في كولومبيا

صادق مجلس الشيوخ الأمريكي، السبت، على تعيين القاضية والإعلامية السابقة جنين بيرو في منصب المدعية العامة لمنطقة كولومبيا، في خطوة مثيرة للجدل داخل الأوساط السياسية والقانونية، نظرًا لخلفيتها الإعلامية وتصريحاتها المثيرة خلال السنوات الماضية.
وجاءت المصادقة بأغلبية ضئيلة بلغت 50 صوتًا مقابل 45، بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي حثّ مجلس الشيوخ، ذو الغالبية الجمهورية، على التعجيل بالتصويت رغم عطلة نهاية الأسبوع.
بيرو، البالغة من العمر 74 عامًا، كانت قد عُينت بشكل مؤقت في هذا المنصب في مايو الماضي، لتُضاف إلى قائمة من الشخصيات التلفزيونية التي استعان بها ترامب في مناصب حكومية بارزة، وقد سبق لترامب أن وصفها بأنها "امرأة لا مثيل لها".
من أصول لبنانية إلى ساحات القضاء
تنحدر جنين بيرو من أصول لبنانية، حيث هاجر والدها ووالدتها إلى نيويورك في شبابهم، وهناك نشأت وبدأت مسيرتها المهنية، بدايةً كقاضية ثم إعلامية بارزة في قنوات أميركية، أبرزها قناة "فوكس نيوز"، حيث قدمت برنامجي "القاضية جانين" و"العدالة مع القاضية جانين" لأكثر من عقد، قبل أن تكرّس وقتها لوظيفتها القضائية المؤقتة.
ويُذكر أنها شاركت كذلك في تقديم برنامج "الخمسة"، الذي يُعد من البرامج الحوارية اليومية المؤثرة في الرأي العام الأمريكي.
معارضة وانتقادات
لم يخلُ التعيين من انتقادات حادة، إذ أعرب السيناتور الديمقراطي ديك دوربين، رئيس الكتلة الديمقراطية في اللجنة القضائية، عن رفضه الشديد للقرار، واصفًا إياه بـ"السطحي"، ومؤكداً أن بيرو "لا تستوفي المعايير اللازمة لتكون مدعية عامة دائمة للولايات المتحدة".
وأشار دوربين إلى أن بيرو سبق أن روجت لنظريات مؤامرة حول انتخابات 2020، وكتبت كتباً مدافعة عن ترامب، من بينها كتاب "كاذبون، مسرّبون، وليبراليون"، الذي وصفته واشنطن بوست بأنه "تمجيدي".
خلفيات مثيرة للجدل
في خلفيتها الشخصية، واجه زوجها السابق، ألبرت بيرو، حكماً بالإدانة في قضية تهرب ضريبي عندما كانت تشغل منصب مدعية عامة في نيويورك. وقد أصدر ترامب لاحقاً عفواً عنه خلال فترته الرئاسية الأولى.
جزء من حملة تعيينات سريعة
ويأتي تثبيت بيرو ضمن سلسلة تعيينات قضائية سريعة تسعى إدارة ترامب لترسيخها، حيث تم تعيين محاميه السابق، إميل بوف، الأسبوع الماضي كقاضٍ في محكمة الاستئناف الفيدرالية.
تعيين بيرو يعكس استمرار التوجه نحو إدخال الشخصيات الإعلامية المقربة من ترامب إلى مفاصل السلطة، وسط جدل واسع حول تسييس المناصب القضائية الحساسة في الولايات المتحدة.