اليوم.. تشييع جثمان الفنان الراحل لطفي لبيب من كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

تُشيّع اليوم الخميس، جنازة الفنان القدير لطفي لبيب، الذي رحل عن عالمنا صباح الأربعاء الموافق 30 يوليو 2025، عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وتقام مراسم الجنازة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا من كنيسة مار مرقس بحي كليوباترا في مصر الجديدة، وسط حضور أفراد أسرته وأصدقائه المقربين، إلى جانب عدد كبير من الفنانين ومحبيه من الجمهور.
وكان محمد الديب، مدير أعمال الفنان الراحل، قد أعلن تفاصيل مراسم التشييع، مؤكدًا أن الأسرة اختارت إقامة القداس والجنازة داخل الكنيسة التي كان الفنان لطفي لبيب يرتادها بانتظام، كنوع من الوفاء لمكانٍ كان قريبًا إلى قلبه.
نقابة المهن التمثيلية تنعى الفنان الراحل
من جانبها، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا رسميًا نعت فيه الفنان الراحل لطفي لبيب بكلمات يملؤها الحزن والتقدير، حيث جاء في البيان: “إنا لله وإنا إليه راجعون.. تنعى نقابة المهن التمثيلية ببالغ الحزن والأسى الفنان الكبير لطفي لبيب، وتتقدم برئاسة الدكتور أشرف زكي ومجلس الإدارة بخالص العزاء لأسرته الكريمة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.”
اللحظات الأخيرة في حياة لطفي لبيب
وكشف الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي المصري للسينما، عن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الفنان الراحل، وذلك خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف نور الدين في برنامج «أنا وهو وهي» على قناة صدى البلد.
وأشار الأب بطرس إلى أن لطفي لبيب كان يعاني في أيامه الأخيرة من نزيف داخلي حاد أدى إلى تدهور حالته الصحية، مضيفًا أن الأسرة، رغم ألمها الكبير، كانت متماسكة ومؤمنة بقضاء الله وقدره.
وذكر أنه رافق الفنانة نهال عنبر في زيارة إلى المستشفى قبل الوفاة للاطمئنان على الحالة الصحية للفنان، حيث تواصلوا مع ابنته التي شكرت الجميع على سؤالهم ودعواتهم، وأكدت أن الأسرة تضع ثقتها الكاملة في مشيئة الله.
وختم الأب بطرس كلمته قائلًا: “الوضع الصحي كان حرجًا للغاية في الأيام الأخيرة. ونحن الآن نودع هذا الفنان الإنسان، ونسأل الله أن يمنح أسرته التعزية الحقيقية، فالعزاء من عند الله وحده، وهو أرحم بعباده من الجميع.”
دعوات بالرحمة وتنديد بالتعليقات السلبية
في سياق متصل، عبّر المؤلف عمرو محمود ياسين عن حزنه العميق لرحيل الفنان لطفي لبيب، مستنكرًا بعض التعليقات السلبية التي طالت الراحل بعد وفاته بسبب ديانته، وكتب عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: “هذا الرجل الجميل، الفنان الرائع، وبطل حرب أكتوبر لطفي لبيب… اذكروه بالخير والحب، ولا تشغلوا أنفسكم بالتنطع ومصيره الأبدي… إنا لله وإنا إليه راجعون.”
وقد لاقى منشوره تفاعلًا واسعًا، إذ جاءت ردود المتابعين داعمة، مؤكدين أن الرحمة لا تُقاس بالدين بل بالإنسانية، ومستنكرين الأحكام المسبقة التي أُطلقت من البعض.
من التعليقات اللافتة: “نترحم عليه لأنه أسعد قلوب الناس… لأنه إنسان. الجنة ليست حكرًا لأحد، وربنا أرحم من قلوبنا التي امتلأت قسوة.”، وكتب آخر: “ناس مريضة حتى في الموت يتكلمون عن الجنة والنار وكأنهم يملكون مفاتيحها… ارحمونا.”، كما دعا البعض: “أعطه الراحة الأبدية يا رب، ونورك الدائم ليشرق عليه. ألف رحمة ونور على روحك يا فنان محترم.”
إرث فني وإنساني خالد
رحيل الفنان لطفي لبيب يمثل خسارة كبيرة للفن المصري والعربي، فهو صاحب مسيرة فنية طويلة حافلة بالأعمال الراقية، التي حفرت اسمه في قلوب الجمهور عبر أدوار إنسانية وكوميدية تركت أثرًا لا يُنسى، كما كان من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ما جعل حضوره يتجاوز التمثيل إلى رمز وطني وإنساني.