سلوى محمد علي: لطفي لبيب قرأ الفاتحة في خطوبتي |فيديو

رحل عن عالمنا ظهر اليوم الفنان القدير لطفي لبيب، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد تدهور صحته في الأيام الأخيرة، مما ترك فراغًا كبيرًا في الوسط الفني المصري والعربي.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الحزن والنعي الواسع، حيث عبر عدد كبير من الجمهور وزملائه في الفن عن مشاعر الأسى لفقدان هذا الفنان المحبوب، وتذكّروا مواقفه الإنسانية النبيلة التي ميزته داخل وخارج الساحة الفنية.
ومن بين الفيديوهات المنتشرة، ظهرت الفنانة سلوى محمد علي في حديث مؤثر، تستذكر يوم خطوبتها، حيث كان زوجها برفقة الفنان لطفي لبيب، الذي بادرت بقراءة الفاتحة، مما يعكس عمق العلاقات الإنسانية التي ربطته بزملائه وأصدقائه.
رغم صوته الهادئ ونبرته الرصينة، ظل الفنان لطفي لبيب واحدًا من أكثر الوجوه حضورًا وتأثيرًا على الشاشة، ليس فقط بما قدمه من أدوار، بل أيضًا بالقيمة التي يمثلها كفنان حقيقي، عاشق لمهنته، ومخلص لجمهوره.

نجم اللحظة
لطفي لبيب لم يكن نجم شباك بالمعنى التجاري، لكنه كان دائمًا “نجم اللحظة” في كل مشهد يظهر فيه يمتلك القدرة على أن يسرق الانتباه بهدوء، ويترك أثرًا لا ينسى بجملة واحدة، أو حتى بنظرة صامتة.
رحلة رجل استثنائي
بدأ مشواره من المسرح، وهو المكان الذي شكل وجدانه الفني وعلمه أن الفن مسؤولية قبل أن يكون شهرة، درس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه محملًا بشغف المسرح الكلاسيكي وروح الفنان الباحث عن المعنى.
لكن النقلة الحقيقية في حياة لطفي لبيب لم تكن على خشبة المسرح، بل جاءت من بوابة الشاشة الصغيرة والكبيرة، حيث أثبت أنه من القلائل الذين يجيدون التلون دون أن يفقدوا ثباتهم الفني.
وشارك لطفي لبيب في عشرات الأفلام والمسلسلات، أبرزها: “السفارة في العمارة، يا أنا يا خالتي، صاحب السعادة، كناريا وشركاه، الرجالة في خطر، وأحلام الفتى الطائش، وغيرها من الأعمال التي وضعته في مكانة خاصة لدى الجمهور المصري والعربي”.
ما يميز لطفي لبيب ليس فقط حضوره القوي، بل أيضًا صورته الذهنية لدى الناس بالنسبة للكثيرين، كان لطفي لبيب الأب الحكيم، أو المدير المتسامح، أو الجار المحترم استطاع أن يصنع لنفسه “كاركتر” خاص، جعله قريبًا من كل بيت، وكل جيل.

الفن في ظل الألم
في السنوات الأخيرة، واجه لطفي لبيب تحديات صحية صعبة، أجبرته على تقليل ظهوره الفني لكنه ظل قويًا بروحه، يطل بين الحين والآخر بابتسامة صافية وكلمة ملهمة، تذكرنا دومًا أن الفنان الحقيقي لا يغيب أبدًا، بل يعيش في قلوب محبيه، ورغم مرضه، رفض أن يعامل كـ”حالة” وأصر أن يرى كفنان، له تاريخ طويل يجب أن يحترم، لا كـ”خبر عاجل” في نشرة طبية.
كلمة أخيرة
لطفي لبيب ليس مجرد فنان أدى أدوارًا ناجحة، بل هو حالة إنسانية وفنية نادرة، رجل مثقف، وطني، صاحب رؤية، وصوت يعلو بالحكمة في زمن كثرت فيه الأصوات وضاع فيه المعنى، ربما قل ظهوره اليوم، لكن حضوره في ذاكرة الناس، وفي وجدان الفن المصري، باقي لا يغيب.