عاجل

ريهام عبدالغفور تنعي لطفي لبيب: ابتسامته لم تفارقه حتى في شدة مرضه

 لطفي لبيب
 لطفي لبيب

ودّعت الفنانة ريهام عبدالغفور الفنان القدير الراحل لطفي لبيب، الذي وافته المنية اليوم الأربعاء عن عمر ناهز الـ77 عامًا، بعد صراع مع المرض، حيث عانى من تدهور في حالته الصحية خلال الآونة الأخيرة.

ونشرت الفنانة ريهام عبدالغفور صورة للفقيد القدير لطفي لبيب عبر حسابها الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام" وكتبت عليها: "إنا لله وإنا إليه راجعون حتوحشنا يا حبيبي وحيوحشنا قلبك الطيب وابتسامتك اللي مفرقتش وشك ابدًا حتي في شدة مرضك".

 

وأضافت "عبدالغفور" داعية: "في الجنة ونعيمها بإذن الله.. الفنان الكبير لطفي لبيب".

 لطفي لبيب من السلاح إلى القلم

بعد تخرجه من كلية الآداب قسم الفلسفة، التحق لطفي لبيب بالخدمة العسكرية، ليشارك فعليًا في حرب أكتوبر 1973 ضمن صفوف الكتيبة 26، وهي وحدة مشاة خاضت معارك طاحنة في سيناء. هذه التجربة شكّلت وجدانه، وغرست فيه قيمًا من التضحية والانضباط والصبر، وتركَت ندوبًا وجدانية ظل يحملها لسنوات.

 

لاحقًا، حين دخل الفنان لطفي لبيب المجال الفني، لم تكن هذه التجربة غائبة عن ذهنه، بل قرر أن يُخلّدها عبر كتابة “كتاب الكتيبة 26”، وهو ليس كتابًا تاريخيًا أو رواية تقليدية، بل سرد شبه توثيقي ذاتي يقدّم فيه شهادته على الحرب من وجهة نظر إنسان بسيط خاض غمارها.

تأثير التجربة العسكرية على شخصيته وأعماله الفنية

خدمة لطفي لبيب في الحرب لم تكن مجرد مرحلة زمنية، بل شكّلت رؤيته الفنية والإنسانية: حيث تعلم الانضباط والالتزام: وهي صفات ظهرت جلية في تعاملاته الفنية، حيث يُعرف بدقته وهدوئه في الكواليس، الوعي الوطني: كثير من أدواره تعكس حب الوطن، حتى في الأدوار الكوميدية، العمق الإنساني: لطالما قدّم شخصيات “بسيطة” لكن بثقل وتجربة واضحة.

 

حتى في أدواره الساخرة أو البسيطة، تجد خلفية غنية وحساسية واضحة تجاه القضايا الوطنية والإنسانية، وكأنّه لا ينفصل أبدًا عن تجربته الأولى في ميادين القتال.

وأخيرًا، لطفي لبيب لم يكن مجرد فنان أضحك الجمهور بأدائه المميز، بل هو شاهد على مرحلة فارقة من تاريخ مصر. كتابه “الكتيبة 26” شهادة حية من قلب الحرب، تسرد ما لا تُظهره الوثائق الرسمية أو الروايات الكبرى: إنسانية الجندي المصري، وصدقه، وخوفه، وشجاعته. وربما هنا تتجلى عظمة لطفي لبيب، في أنه لم يكتفِ بأن يكون صوتًا فنيًا فقط، بل أصبح أيضًا قلمًا صادقًا يوثق للذاكرة الوطنية.

تم نسخ الرابط