لاستعادة رونق القاهرة الخديوية.. نقل الباعة بمحيط حديقة الأزبكية لجراج العتبة
في خطوة جادة نحو استعادة رونق القاهرة الخديوية وإحياء ملامحها التاريخية والثقافية، أشرف الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، على أعمال نقل الباعة الجائلين المتواجدين بمحيط حديقة الأزبكية إلى جراج العتبة، ضمن خطة تطوير شاملة تقوم بها وزارة الإسكان بالتعاون مع محافظة القاهرة، استعدادًا لافتتاح الحديقة في صورتها الجديدة خلال الفترة المقبلة.
نقل الباعة الجائلين المتواجدين بجوار حديقة الأزبكية
وشهدت المنطقة المحيطة بحديقة الأزبكية التي تعد واحدة من أقدم وأشهر الحدائق التراثية بالعاصمة – أعمال إزالة ورفع الإشغالات، التي ظلت لعقود تشوّه المظهر الحضاري للمنطقة وتعيق حركة المارة والزائرين.
وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع تنفيذ مشروع تطوير متكامل يشمل مجمع المسارح ومنطقة بيع الكتب الشهيرة، وذلك بهدف إعادة الروح الثقافية والفنية للمنطقة، وتحويلها إلى نقطة جذب سياحي وثقافي تعكس الوجه التاريخي للعاصمة.
وأكد الدكتور إبراهيم صابر، خلال متابعته الميدانية للأعمال، أن المحافظة حريصة على تقديم الدعم الكامل لكافة أجهزة الدولة، من أجل الإسراع في إنجاز مشروع تطوير الأزبكية، الذي يُعد جزءًا من خطة كبرى لإعادة تخطيط وتجميل مناطق القاهرة التاريخية.
وأضاف أن تطوير حديقة الأزبكية لا يقتصر فقط على الشكل الجمالي، بل يمتد ليشمل إعادة هيكلة المنطقة المحيطة بها بالكامل، بما يتماشى مع الهوية الثقافية والسياحية التي تتميز بها القاهرة الخديوية.
وأوضح أن عملية نقل الباعة الجائلين تمت بشكل منظم وبمراعاة البعد الاجتماعي، حيث تم تخصيص أماكن بديلة لهم بجراج العتبة لضمان استمرار مصدر رزقهم، مع تأكيدات بعدم عودتهم مجددًا إلى مواقعهم السابقة بعد الانتهاء من أعمال التطوير.
كما شدد على استمرار حملات رفع الإشغالات للحفاظ على ما يتم إنجازه، وعدم السماح بأي مظاهر عشوائية تعيق جهود الدولة في تحسين الصورة العامة للقاهرة.
ويُنظر إلى تطوير منطقة الأزبكية كخطوة محورية في إطار خطة الدولة لإحياء قلب العاصمة التاريخي، خاصة أن المنطقة تحتضن مواقع ثقافية وتراثية فريدة، من بينها مسارح تاريخية وسوق الكتب الشهير الذي طالما كان مقصدًا للطلاب والمثقفين. ويأمل الكثيرون أن تسهم هذه الجهود في تحويل المنطقة إلى مركز ثقافي وسياحي نابض بالحياة، يليق بتاريخ القاهرة وثرائها الحضاري.
من جانبه، دعا محافظ القاهرة المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة التنفيذية في الحفاظ على ما يتم تطويره، مؤكدًا أن المشاركة المجتمعية هي حجر الأساس في نجاح أي خطة تطوير، وأن الحفاظ على المظهر الحضاري مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن.
