عاجل

أطفال المسلمين بأمريكا اللاتينية يقلدون مشاهير القراء المصريين.. ما السر؟ |خاص

الدكتور عبدالحميد
الدكتور عبدالحميد متولي رئيس المركز الإسلامي العالمي للتسامح

«قرئ في مصر» هو اختصار جامع لما قدمته وتقدمه دولة التلاوة المصرية في مجال العناية بالقرآن، ووسط تكريم الطلاب والطالبات والنساء من حفظة القرآن الكريم خلال الدورة القرأنية عن شهر يوليو الجاري، من قبل المركز الإسلامي بفيلا كاهون ساو باولو البرازيل بالتعاون مع مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي - الأرجنتين، برز اسم عمالقة دولة التلاوة المصرية الراحلين كنماذج يحرص الأطفال على محاكاتها.

عناية الأسر المسلمة في البرازيل بالقرآن الكريم وأهله

يقول الدكتور عبدالحميد متولي رئيس المركز الإسلامي العالمي للتسامح والسلام في البرازيل وأمريكا اللاتينية، في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» عن «عناية الأسر المسلمة في البرازيل بـالقرآن الكريم وأهله»، إن من أعظم نعم الله تعالى على المسلمين في ديار المهجر أن تبقى بيوتهم عامرة بكتاب الله تلاوةً وحفظًا ومدارسةً، رغم بُعدهم عن مواطن نشأتهم وأصولهم. وفي البرازيل، حيث تتنوع الأعراق والثقافات وتذوب الهويات في بوتقة المجتمع الكبير، نرى الأسر المسلمة تبذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على صلة أبنائها بالقرآن الكريم؛ فهو الرابط الأقوى لهويتهم ولغتهم ودينهم.

 تكريم الطلاب والطالبات من حفظة القرآن بالبرازيل
 تكريم الطلاب والطالبات من حفظة القرآن بالبرازيل

لقد لمستُ خلال عملي في الدعوة وخدمة الجالية الإسلامية في البرازيل، كيف تحرص الأمهات والآباء على جعل المصحف جزءًا أصيلًا من يوميات أبنائهم، فيبدأ الطفل منذ نعومة أظفاره بسماع التلاوة في البيت، حتى لو لم يفهم كل الكلمات، ليألف قلبه نغمة القرآن قبل أن يتعلم حروفه. ثم يكبر ليشارك في حلقات التحفيظ في المساجد والمراكز الإسلامية، والتي صارت بحمد الله منتشرة في مدن عدة، يقودها أئمة وقراء متقنون.

محاكاة للأصوات العمالقة.. ما هو تأثير دولة التلاوة المصرية في النشء البرازيلي؟

من الظواهر اللافتة في هذه البلاد - بحسب «متولي»، أن أذن الجيل الجديد قد تشرَّبت – بفضل الله – جمال الأصوات المصرية العريقة التي حملت للعالم عبق التلاوة وخشوعها. فكثيرًا ما تجد الأطفال والشباب هنا يقلّدون أصوات شيوخ مصر القدامى: كالشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ مصطفى إسماعيل، رحمهم الله جميعًا. وكأنما صار هؤلاء القراء مدارس متجددة تُلهم الناشئة في أقصى الغرب الإسلامي كما ألهموا الأجيال في المشرق.

 تكريم الطلاب والطالبات من حفظة القرآن بالبرازيل
 تكريم الطلاب والطالبات من حفظة القرآن بالبرازيل

بل إن بعض الأسر تحرص على أن يُسمع أبناؤها تسجيلات التلاوات القديمة قبل النوم، حتى تتشكل أذن قرآنية نقية تتذوق الجمال الصوتي قبل أن تخوض دروس التجويد النظرية. وهذا – بلا شك – انعكس على طريقة تلاوة أبنائنا في المساجد، حيث ترى حلاوة المقامات، وصفاء النبرة، وحضور الخشوع، على الرغم من أن البيئة المحيطة بهم بعيدة عن اللغة العربية وأساليبها.

وشدد رئيس المركز الإسلامي العالمي للتسامح والسلام على أن هذا الحرص المبارك من الأسر المسلمة في البرازيل، وما نشهده من ازدياد أعداد الحلقات القرآنية، وتنافس الأبناء في الحفظ، وتعلقهم بالقراء الكبار ومحاكاة أصواتهم، يمثل رسالة واضحة بأن القرآن الكريم هو الحصن الذي يحمي هوية المسلم أينما حل وارتحل، وأنه سيبقى بفضل الله منارة هدى ونور، تتوارثه الأجيال رغم تحديات الغربة والاندماج.

تم نسخ الرابط