عاجل

اتحاد أئمة المساجد: كيان مشبوه يخترق المشهد لتشويه مصر واستغلال معاناة غزة|خاص

اتحاد أئمة المساجد
اتحاد أئمة المساجد في فلسطين

أكد ثائر نوفل أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، في تصريح خاص لموقع «نيوز رووم»، أن ما يُعرف بـ"اتحاد أئمة المساجد في فلسطين" هو كيان يتبع شكليًا لوزارة الأوقاف الفلسطينية، إلا أن الانقسام السياسي القائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي أفرز وجود وزارتين للأوقاف، أدى إلى غموض في تبعيته التنظيمية الحقيقية.

وشدد أبو عطيوي على أن البيان الصادر عن هذا الكيان المنشق لا يعكس مواقف المؤسسات الرسمية الفلسطينية، بل يؤكد أن الاتحاد بات فعليًا أداة بيد جماعات متطرفة، من بينها جهات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى فلول جماعة "حسم" الإرهابية التي تسعى لزعزعة الاستقرار في مصر والمنطقة.

ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد الجدل بشأن أنشطة الكيان، خصوصًا أن الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وغزة أفرز وزارتين للأوقاف، ما فتح المجال لاستغلال الفوضى المؤسسية من قبل جماعات ذات أجندات مشبوهة.

روابط مع جماعات متطرفة ومعادية للدولة المصرية

وبحسب مصادر فلسطينية مطّلعة، فإن هذا الكيان يتبع فعليًا جماعات متطرفة، من بينها جماعات محسوبة على الإخوان المسلمين، وبعض فلول جماعة "حسم الإرهابية" التي تسعى لزعزعة الأمن في مصر، خاصة في ظل استقرار المعابر وجهود الدولة المصرية في إيصال المساعدات لغزة.

بيان سياسي تحت غطاء ديني ضد مصر من تل أبيب

أثار البيان الأخير للاتحاد المزعوم، والذي أعلنه الشيخ نضال أبو شيخة رئيس "اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني"، ردود فعل واسعة وانتقادات شديدة، بعد أن تقدم بطلب رسمي بالتعاون مع المحامي خالد زبارقة لتنظيم مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، احتجاجًا على ما وصفوه بإغلاق معبر رفح.

ووفق البيان، من المقرر أن تُقام المظاهرة يوم الخميس، 31 يوليو 2025، بزعم المطالبة بفتح المعبر فورًا وإنهاء "سياسة التجويع الجماعي" في غزة، في وقت كانت فيه قوافل مساعدات مصرية تدخل القطاع بالفعل.

ظهور إعلامي أول لكيان بلا تاريخ

ومن اللافت أن هذا البيان والظهور الإعلامي هو الأول لهذا الكيان المزعوم، دون أي سجل رسمي له داخل هيئات فلسطينية موثوقة، ما يعزز الشكوك بأنه كيان وهمي تم إنشاؤه لخدمة أجندات خارجية في توقيت بالغ الحساسية.

وقد رُصد نشاط محدود لنضال أبو شيخة عبر منصة "موطني 48"، وكانت آخر مساهمة له عام 2021، مما يُضعف من مصداقية تحركاته الحالية ويطرح علامات استفهام حول من يقف خلف هذه العودة المفاجئة.

موافقة إسرائيلية تثير الريبة والشكوك

وقد أثار مصدر آخر للجدل، هو أن الدعوة للمظاهرة تمت بموافقة رسمية من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مما زاد من الريبة والجدل حول النيات الحقيقية والأهداف الخفية لهذه الخطوة، التي تسعى -بحسب مراقبين- إلى إحراج مصر سياسيًا وتشويه دورها الإنساني في غزة.

من جانبهم، رفض عدد من الأئمة في الداخل الفلسطيني فكرة وجود هذا "الاتحاد" أو الاعتراف بشرعيته، حيث قال الشيخ محمود أبو الطيف، أحد أئمة المساجد: "كإمام، أول مرة أسمع في ‘اتحاد أئمة المساجد’! ممكن نبذة عن الجمعية وأعضاء إدارتها؟".

وهو ما يعكس غياب أي تفاعل حقيقي أو مؤسسي مع هذا الكيان على الأرض، ما جعله محل شك واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

توقيت مريب.. ومحاولة مكشوفة لاستغلال الأزمة الإنسانية

وتزامن البيان مع إدخال مساعدات إنسانية عبر معبر رفح من قبل السلطات المصرية، مما يُضعف مبررات الدعوة للتظاهر، ويعكس محاولة استغلال الأوضاع في غزة لتحقيق أهداف سياسية موجهة ضد القاهرة.

كيان بلا شرعية

يبدو أن الكيان الوهمي لـ"اتحاد أئمة المساجد" ليس أكثر من غطاء ديني لتوجيه رسائل سياسية تخدم أجندات خارجية، في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية أدق مراحلها. ويؤكد المراقبون أن محاولات كهذه لن تؤثر على الدور المصري الثابت في دعم الشعب الفلسطيني، بل تكشف من يسعى فعلاً لاستغلال الدم الفلسطيني لأهداف ضيقة.

تم نسخ الرابط