عاجل

من وزير في الظل إلى سيد الحرب.. كاتس يتأهب لوراثة عرش نتنياهو

يسرائيل كاتس
يسرائيل كاتس

في الوقت الذي يترقب فيه الداخل الإسرائيلي نهاية عهد بنيامين نتنياهو، الذي سيطر على الحياة السياسية لنحو 18 عاماً، تبرز شخصية يسرائيل كاتس كأحد أبرز الطامحين لخلافته، ويبنى كاتس، وزير الدفاع الحالي والوجه الصاعد في الليكود، نفوذه على نهج عسكري متشدد وخطاب قومي متصاعد يثير جدلاً داخلياً وإقليمياً واسعاً.

وفي تقرير جديد استعرضت فيه صحيفة لوموند الفرنسية مسيرة كاتس، مشيرة إلى أنه بدأ منذ عام 2009 سلسلة من المناصب الوزارية المتنوعة، منها النقل، والاستخبارات، والطاقة، والمالية، والخارجية، قبل أن يتولى حقيبة الدفاع في نوفمبر 2024، خلفاً للجنرال يوآف غالانت الذي كان يُنظر إليه كأكثر اعتدالاً في تعاطيه مع ملف غزة.

تحوّل جذري في العقيدة الأمنية

مع توليه وزارة الدفاع، شهد الخطاب الحكومي الإسرائيلي تصعيداً واضحاً. كاتس أطلق سياسة "الانتصار الكامل" ضد حركة حماس، وبدأ الترويج لما أسماه "النقل الطوعي" لسكان غزة، عبر إنشاء وكالة متخصصة داخل وزارته لتنفيذ هذا المخطط، في خطوة وصفت بأنها تهدف لشرعنة التهجير الجماعي تحت غطاء بيروقراطي.

وفي مارس 2025، أعلن كاتس حظر دخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مشترطاً على السكان المحليين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والتخلص من حماس "بأنفسهم"، مهدداً بأن البديل سيكون "دماراً شاملاً". هذه السياسة أثارت موجة إدانات حقوقية دولية واعتُبرت انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.

جبهة جديدة 

كما امتد طموح كاتس الإقليمي إلى ما بعد حدود غزة، حيث أطلق في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد نهاية 2024، أكبر حملة غارات جوية إسرائيلية على سوريا منذ عقود. كما أمر باحتلال المنطقة المنزوعة السلاح قرب الجولان، مبرراً تدخله بحماية الدروز، في تحرك يُفسّر على أنه محاولة لكسب تأييد الأقلية الدرزية داخل إسرائيل.

حصانة وطموحات

 في وقت لاحق، ومع إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت بتهم جرائم حرب في غزة، بقي كاتس خارج دائرة الاتهام. هذا "النجاة السياسية" زادت من رصيده داخلياً، وفتحت له الطريق لتوسيع حضوره كمرشح قوي لخلافة نتنياهو، خاصة في ظل تصاعد التأييد لخطابه الأمني.

ويختتم تقرير لوموند بتحذير من أن صعود كاتس قد يقود المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة، حيث يستند مشروعه السياسي إلى ثلاثية: تصعيد قومي، وتهجير جماعي، وتوسّع عسكري. وهي وصفة، بحسب مراقبين، تهدد بإشعال صراع شامل، وتعيد الشرق الأوسط إلى حافة الفوضى.

 

تم نسخ الرابط