خليل الحية: الإنزال الجوي مسرحية هزلية للتغطية على جرائم الاحتلال بغزة

قال خليل الحية رئيس حركة حماس، إن الاحتلال الإسرائيلي حولت معبر رفح إلى معبر للموت والقتل والتجويع، مؤكًا أن ما يجري يأتي في سياق خطة ممنهجة لفرض التهجير القسري على سكان قطاع غزة.
دعا خليل الحية، خلال كلمته، اليوم الأحد، علماء الأمة الإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية، وقيادة الجماهير في مواجهة العدو المجرم"، مطالباً في الوقت ذاته الدول العربية والإسلامية بقطع كافة أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني فوراً.
وانتقد الحية، المسرحيات الهزلية التي تتمثل في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، معتبراً أنها لا تتعدى كونها أدوات دعائية للتعمية على الجريمة الحقيقية التي يرتكبها الاحتلال بحق أهل غزة".
وشدد، على رفض التلاعب السياسي على حساب الدم الفلسطيني، قائلاً: "لن نقبل أن تكون معاناة شعبنا ضحية لألاعيب الاحتلال التفاوضية وسعيه لتحقيق مكاسب سياسية على حسابنا".
وقال الحية، في تعليقه على تعثر المسار التفاوضي: "في ظل تنكر الاحتلال لنتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، لا معنى للاستمرار في أي حوار تحت نيران الحصار والإبادة والتجويع"، موكدا أن "قيادة المقاومة سخّرت كل أدواتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية في سبيل وقف العدوان"، موجهاً رسالة مباشرة لأهالي قطاع غزة: "صرخاتكم ومعاناتكم أمانة في أعناقنا، ولن نفرط بها ما حيينا".
ترامب: الوضع في غزة كارثي.. وعلى إسرائيل أن تحسم قرارها
من جهته، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل إلى اتخاذ قرار حاسم بشأن غزة، واصفاً الوضع الإنساني هناك بأنه "فظيع للغاية"، في ظل ما وصفه بـ"السرقة والفوضى" التي تعرقل إيصال المساعدات.
وأشار ترامب، إلى أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 60 مليون دولار خلال الأسبوعين الماضيين على الغذاء الموجه لغزة، منتقداً غياب التغطية الإعلامية لهذا الجهد، ومؤكداً على استمرار الدعم الإنساني رغم الظروف المعقدة.
وقال: "لو كنا مكان سكان غزة، لكنا قد متنا جوعاً"، مضيفاً أن حماس "تستولي على المساعدات الإنسانية وتستغل الكارثة الإنسانية لتحقيق أهدافها".
ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل: لا مفر من إنهاء المأساة الإنسانية
في سياق متصل، أفادت مصادر إسرائيلية بأن قادة تل أبيب تلقوا في الأيام الأخيرة سلسلة اتصالات من زعماء دوليين وشخصيات مؤثرة، تطالب بإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وأكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، أنه تلقى بدوره عشرات الرسائل من مسؤولين وصحفيين وزعماء يهود في العالم تطالب بوقف المعاناة.
وحاولت إسرائيل توجيه اللوم إلى المؤسسات الأممية، متهمة إياها بعدم الكفاءة في توزيع المساعدات، بينما ردت تلك المؤسسات بالتأكيد على أن العقبات الرئيسية تكمن في القيود الإسرائيلية على المعابر وسلاسل التوريد.
وقال هرتسوج، إن المساعدات "يجب ألا تظل رهينة لحماس"، مطالباً الأمم المتحدة باتخاذ خطوات أكثر فاعلية، في محاولة لتحميل المجتمع الدولي جزءاً من المسؤولية.
فتح: لا ملاذ آمناً في غزة
من جانبها، أعربت حركة فتح عن قلقها العميق من استمرار القصف الإسرائيلي المكثف الذي "لم يترك أي ملاذ آمن في غزة"، متهمة الاحتلال بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين.
وفي حين تتعثر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمسكه بالخيار العسكري، مؤكداً أن العمليات ستستمر حتى بعد تحرير الأسرى، في موقف وصفه مراقبون بأنه يعكس إصراراً على التصعيد رغم التكاليف الإنسانية الفادحة.
وكانت في محاولة للالتفاف على الأطر الأممية، اقترحت إسرائيل إنشاء "مؤسسة غزة الإنسانية" كقناة بديلة لتوزيع المساعدات، بدعم مباشر من واشنطن. غير أن هذه المبادرة قوبلت برفض دولي واسع واتهامات بمحاولة تسييس العمل الإغاثي.
ورغم إصدار المؤسسة بيانات توضيحية، فإنها لم تحظَ بأي اعتراف رسمي أو شرعية دولية، وسط اتهامات بأنها غطاء لمشروع سياسي يهدف إلى تقويض دور الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
ومع استمرار التدهور، بدأت عزلة إسرائيل السياسية تتعمق، حتى في أوساط حلفائها التقليديين، إذ أبدت شخصيات بارزة، بينهم ترامب نفسه، انزعاجاً متزايداً من المشاهد "المروعة" الواردة من غزة.