خالد الجندي يوضح الفرق بين الضوابط الفقهية: "الطهارة غير الحلال والحرام"

تحدث الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن الفرق الجوهري بين ما يُعرف في علوم الشريعة بـ"القاعدة الفقهية" و"الضابط الفقهي"، مؤكدًا أن الخلط بينهما يؤدي إلى سوء فهم الأحكام وتطبيقها.

وقال خالد الجندي، خلال حلقة برنامجه "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، إن الضابط الفقهي يكون محصورًا في باب محدد من أبواب الفقه، مثل الطهارة أو الصلاة، في حين أن القاعدة الفقهية تكون أشمل وأوسع، وتُطبّق على فروع متعددة من الأحكام، مضيفًا أن التمييز بينهما ضرورة لفهم منهجية التشريع.

الميتة بين الطهارة والتحريم

ولتبسيط المفهوم، ضرب خالد الجندي مثالًا فقال: "كل ميتة نجسة إلا السمك والجراد والآدمي". وبيّن أن هذه العبارة ليست قاعدة فقهية عامة، بل ضابط فقهي خاص بباب الطهارة، موضحًا أن الحكم هنا لا يتعلق بالأكل، بل بالطهارة والنجاسة.

وأشار خالد الجندي إلى الحديث النبوي الشريف: "أُحِلَّتْ لنا ميتتان ودمان؛ فأما الميتتان: السمك والجراد..."، موضحًا أن هذا النص يبين استثناءات شرعية من قاعدة نجاسة الميتة، حيث إن السمك والجراد طاهران رغم موتهما دون ذبح، لأنهما داخلان ضمن استثناء منصوص عليه شرعًا.

ولفت خالد الجندي إلى أن كثيرين يخلطون بين الجراد والجرذان (الفئران)، مع أن الجراد يشبه الطير في طبيعته، خاصة في بيئات الصحارى، وله حكم مختلف تمامًا.

الحلال والحرام في الطعام

وأكد الشيخ خالد الجندي أن الحكم على الشيء من حيث الطهارة أو النجاسة يختلف تمامًا عن الحكم عليه من حيث الإباحة أو التحريم في الأكل، لافتًا إلى أن هذه تفريعات فقهية دقيقة يجب على المسلم معرفتها لتجنب الوقوع في الخطأ.

وأوضح خالد الجندي أن هذا النوع من الضوابط يساعد المسلم في معرفة كيفية التعامل مع الأشياء في العبادات، مثل الطهارة للصلاة، دون الخلط بينها وبين الأحكام المتعلقة بالأطعمة أو المعاملات.

الفرق بين الفقهية والأصولية

وفي جانب آخر من حديثه، تناول خالد الجندي الفرق بين القواعد الفقهية والقواعد الأصولية، مشيرًا إلى أن الأولى تتعلق بتطبيق الأحكام في مسائل مثل الطلاق، البيع، والزكاة، بينما الثانية تُعنى بالمفاهيم الأساسية التي يعتمد عليها الفقيه في استنباط الأحكام، مثل "الواجب"، "الحرام"، "المكروه"، و"المباح".

وشبّه خالد الجندي الفرق بينهما بقوله: "الأصول زي السباكة والكهرباء في الشقة، والقواعد الفقهية زي الأثاث اللي بنفرش بيه بعد ما نجهزها".

ضوابط العلم أساس الفهم 

واختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بتأكيده أن كل علم لا يُؤخذ إلا بضوابطه، وأن فهم الفرق بين الضوابط والقواعد والأصول ضروري لأي طالب علم شرعي أو مسلم يريد التفقه في الدين، قائلاً: "ماينفعش تحكم على فعل أو تدي فتوى، إلا لما تكون فاهم الأصول اللي الأحكام اتبنت عليها".

وأوضح خالد الجندي أن تداخل المفاهيم أو الخلط بينها يؤدي إلى تشويش فكري وشرعي، وهو ما يستدعي العودة إلى المتخصصين والعلماء لفهم الدين على بصيرة، بعيدًا عن التسرع أو الاجتهاد غير المؤسس.

تصريحات خالد الجندي تأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الوعي الديني المنضبط، وتؤكد أهمية تجديد الخطاب الديني على أسس علمية تعزز الفهم الرشيد وتصحح المفاهيم المغلوطة.