ماحكم تأديب الزوجة بترك زوجها المنزل؟ دار الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يباح للزوج تأديب زوجته تأديبًا خفيفًا على تفريطِها في حقوقِه ونشوزِها عن طاعتِه، وذلك إذا كان يرجو بذلك صلاحها، لا بغرض الانتقام والتَّشفِّي؛ كما قال تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [النساء: 34].
والهجرُ في الآية مقيَّدٌ بكونِه في المضْجِعِ، ومفهومُه أنَّ الهجَر بتركِ البيتِ غيرُ جائزٍ، وقد أكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك حين سُئِلَ عن حقِّ الزَّوجةِ على زوجها فقال: «أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ» رواه أبو داود من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه، فإذا أضيف إلى ذلك أنَّ له أكثر من زوجةٍ فقد جمع إلى مخالفته في الهجر بترك منزل الزَّوجيَّة مخالفة أخرى بترك العدل في المبيت، وعلى الزَّوجِ أن يسلك في تأديبه لزوجته مسلك الرِّفق حتى يؤتي التأديب ثماره المرجوة منه.
حقوق الزوجين في الإسلام
﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ﴾
يؤكد الإسلام على المعادلة المتوازنة بين الزوجين، في الحقوق والواجبات، لتحقيق السكينة والمودة والرحمة داخل الأسرة، كما قال الله تعالى:
﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾ [الروم: 21].
أولًا: حقوق الزوج على زوجته
1. الطاعة بالمعروف
• في غير معصية الله، قال ﷺ: “إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة…”.
2. حفظ العرض والبيت
• قال تعالى: ﴿ فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ﴾.
3. عدم الإذن في بيته إلا بإذنه
• لا يُدخل أحدًا دون علمه، ولا تخرج من بيته دون رضاه (إلا لضرورة أو عُرف معتبر).
4. الاحترام والتقدير
• بالكلمة الطيبة، وحسن المعاملة، وعدم الإساءة أو التحقير.
5. الاهتمام بمظهرها ونفسها
• لأن هذا من المعاشرة بالمعروف، كما جاء عن بعض الصحابة: “إني لأتزين لامرأتي كما تحب أن تتزين لي”.
ثانيًا: حقوق الزوجة على زوجها
1. النفقة والسكن
• قال تعالى: ﴿ وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ﴾، وتشمل المأكل، الملبس، والمسكن المناسب.
2. المعاشرة بالمعروف
• قال تعالى: ﴿ وعاشروهن بالمعروف ﴾، ويشمل: اللطف، الرحمة، والاحترام، والإشباع العاطفي والجسدي.
3. عدم الإيذاء أو الإهانة
• النبي ﷺ لم يضرب امرأة قط، وكان يقول: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.
4. العدل بين الزوجات (إن كان متزوجًا بأكثر من واحدة)
• في المبيت والنفقة والمعاملة.
5. تمكينها من حقوقها الشرعية
• في العاطفة، والجنس، والاحترام، وحسن الصحبة