"درع مصر الأزرق".. رؤية استراتيجية لتحويل البحر من خطر مناخي إلى مصدر للطاقة

قال السفير مصطفى الشربيني، خبير الطاقة إن مشروع "درع مصر الأزرق – Blue Shield Egypt" يمثل تحولًا وطنيًا في طريقة تعامل الدولة مع آثار التغير المناخي، موضحًا أنه ليس مجرد حائط صد بحري، بل منصة إنتاج متعددة الوظائف، تجمع بين حماية السواحل وتوليد الطاقة وامتصاص الكربون، وتفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد الأزرق منخفض الكربون.
وأوضح في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن المشروع يستهدف بناء منصات عائمة ذكية داخل البحر بطول يصل إلى 2000 متر، تتضمن محطات طاقة شمسية ورياح وأمواج، إضافة إلى مفاعلات طحالب دقيقة تنتج وقودًا حيويًا وتمتص انبعاثات كربونية تعادل أضعاف قدرة الغابات.
وأضاف، "نحن لا نتحدث عن بنية هندسية فقط، بل عن رؤية استراتيجية تنقل مصر من الاستجابة إلى الاستباق، ومن الدفاع إلى الإنتاج، ومن المعاناة من التغير المناخي إلى الاستثمار فيه."
وأكد الشربيني أن المشروع يمكنه خفض معدلات تآكل الشواطئ بنسبة تصل إلى 70% خلال أول 10 سنوات، وتوليد أكثر من 150 ميجاوات من الطاقة النظيفة، إلى جانب إنتاج عشرات آلاف الأطنان من الوقود الحيوي سنويًا، مما يسهم في تعزيز التزامات مصر المناخية وخلق آلاف فرص العمل في قطاعات المستقبل.
وأشار إلى أن مدن الإسكندرية ودمياط ورشيد وبلطيم باتت مهددة بالغرق نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر، وأن الحلول التقليدية لم تعد كافية لمواجهة الخطر المتسارع، داعيًا إلى إطلاق مرحلة تجريبية بطول 5 إلى 10 كم، خاصة في شرق الإسكندرية، تمهيدًا للتوسع التدريجي.
كما دعا إلى تأسيس "الهيئة الوطنية للاقتصاد الأزرق" لتوحيد الجهود الحكومية والخاصة، ووضع إطار تنظيمي وتمويلي مرن، بما يشمل السندات الزرقاء والتمويل الأخضر والشراكات الدولية، مؤكدًا أن التجارب العالمية في اليابان، ألمانيا، هولندا، وإسبانيا تمثل نماذج ملهمة يمكن البناء عليها.
واختتم تصريحه بقوله:
"لدينا بحر يمكن أن ينتج الكهرباء، وطحالب تمتص الكربون، وأمواج تولّد الطاقة... درع مصر الأزرق ليس خيالًا، بل مشروع عملي جاهز للتنفيذ، ومصر تستحق أن تقوده."