من الرحمة بالحيوان إلى قلوب الأطفال.. قصة طائر الحمرة مع النبي ﷺ

في مشهد مؤثر من حلقة الجمعة من برنامج الأطفال "نور" على قناة الناس، تعلّم الصغار معنى الرحمة من قلب سيرة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال قصة طائر الحمرة الذي جاء يشكو للنبي فَقْدَ فرخيه.
طائر الحمرة في عشه
سردت الفقرة القصة بأسلوب بسيط يناسب وعي الأطفال، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في أحد الأسفار، وتركهم للحظات وسط الطبيعة، فأثار انتباههم طائر الحمرة في عشه، فأخذ أحدهم فرخيه، مما جعل الطائر يحلّق بجزع حول النبي، وكأنه يطلب النجدة.
وعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم المشهد، سأل: «من فجع هذه في أولادها؟» ثم أمر بردّ الفرخين إلى العش، فاستجاب الصحابة فورًا، وتعلموا من الموقف النبوي أن الرحمة لا تقف عند الإنسان، بل تشمل كل كائن حي.
تعزيز القيم النبوية
عزّز البرنامج القيم النبوية بأحاديث شريفة، منها: "الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، و*"ما من مؤمن يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"*، ليرسّخ في أذهان الأطفال مفهوم الرفق بالحيوانات باعتباره عبادة وسلوكًا نبيلًا.
واختُتمت الفقرة برسالة تربوية تؤكد أن الحيوانات تشعر مثلنا، وقد أوصانا بها النبي ﷺ، تمامًا كما أوصانا بالناس، فالرحمة خلق لا ينفصل عن الإيمان.
الرحمة قلب الإسلام النابض
الرحمة في الإسلام ليست مجرد شعور، بل سلوكٌ أصيل ووصيةٌ نبوية، تبدأ من القلب وتمتد لكل شيء في الحياة، حتى الجماد والحيوان.
فالله تعالى وصف نفسه بأنه "الرحمن الرحيم"، وافتتح كل سورة من سور القرآن –إلا واحدة– بآية: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ليعلّمنا أن كل أمر يجب أن يبدأ بالرحمة.
وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لن تُنزع الرحمة إلا من شقيّ"، وقال أيضًا: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله".
ولم تكن رحمته مقتصرة على البشر، بل كان رقيقًا بالحيوان، حتى إنه قال: "في كل كبدٍ رطبةٍ أجر"، أي أن إطعام أو سقي أي مخلوق حي فيه ثواب من الله.
وحكى النبي قصة رجل سقى كلبًا يلهث من العطش، فشكر الله له وغفر له، وقصة امرأة دخلت النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.
هذه القصص تُعلّمنا أن الرحمة ليست شيئًا بسيطًا، بل هي مفتاح من مفاتيح الجنة، ومن عاش بها، عاش محبوبًا من الله والناس