عاجل

المال وحده لا يكفي.. قواعد البريميرليج تمنع صفقة انتقال إيزاك إلى الهلال

إيزاك
إيزاك

في ظل حمى الميركاتو الصيفي وتطلعات الأندية الكبرى لتعزيز صفوفها بأسماء رنانة، أثارت تقارير صحفية إنجليزية عاصفة من الشكوك حول إمكانية انتقال المهاجم السويدي الفذ ألكسندر إيزاك، نجم نادي نيوكاسل يونايتد، إلى صفوف الهلال السعودي. 

 

فبينما كان اسم اللاعب يتردد بقوة في أوساط "الزعيم" كأحد الأهداف الرئيسية لمشروعه الطموح، اصطدمت هذه التطلعات بواقع معقد يتعلق بتضارب المصالح وقواعد الحوكمة الصارمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليتحول الحلم إلى تحدٍ قانوني وإداري قبل أن يكون فنيًا.

وفقاً لما نشرته صحيفة "كرونيكل لايف" البريطانية، المتخصصة في أخبار نيوكاسل، فإن فكرة انضمام إيزاك إلى الدوري السعودي تبدو "غير مرجحة للغاية" في ظل المعايير الرقابية الصارمة التي يفرضها الدوري الإنجليزي الممتاز على الأندية ذات الملكية المشتركة. هذه المعايير، التي تهدف إلى ضمان الشفافية ومنع أي شبهات حول تضارب المصالح، تلقي بظلالها على أي صفقة محتملة بين الهلال ونيوكاسل، نظرًا للعلاقة التي تربطهما عبر الصندوق السيادي السعودي.

تفاصيل الأزمة السعودية الإنجليزية

الأزمة تكمن في وجود عبد المجيد الحقباني، عضو مجلس إدارة نادي الهلال، في مجلس إدارة نادي نيوكاسل أيضًا، هذا التداخل الإداري من شأنه أن يُخضع أي صفقة محتملة بين الناديين لمزيد من التدقيق والمراجعة، بموجب قواعد الحوكمة المعتمدة في إنجلترا.

 

فالهدف الأسمى لهذه القواعد هو ضمان أن تتم جميع المعاملات بشفافية تامة، وأن تكون القيم السوقية للاعبين عادلة، بعيدًا عن أي تحيز أو تفضيل قد ينشأ عن الملكية المشتركة.

وأضافت الصحيفة أن أي عمليات بيع أو شراء للاعبين بين الأندية التي تشترك في نفس ملاك الصندوق السيادي السعودي، تخضع لتقييم دقيق لضمان أن القيمة السوقية للاعبين تعكس السعر العادل. هذا التعقيد يجعل تنفيذ مثل هذه الصفقات أكثر صعوبة، وقد يؤدي تجاوز هذه القواعد إلى تعرض نادي نيوكاسل لعقوبات محتملة من قبل رابطة الدوري الإنجليزي، وهو أمر لا يرغب أي نادٍ في مواجهته.

كانت تقارير قد أشارت في وقت سابق إلى اهتمام الهلال بالتعاقد مع مهاجم من الطراز الأول لتعزيز خط الهجوم خلال الموسم الجديد. هذه الرغبة تبلورت بشكل خاص بعد خروج الهلال من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، ورغبة الإدارة في إعادة بناء الفريق بشكل يضمن المنافسة بقوة على الألقاب محليًا وقاريًا في المستقبل. إيزاك، بأرقامه المبهرة ومهاراته الفريدة، بدا وكأنه الحل الأمثل لتحقيق هذه التطلعات.

إيزاك
إيزاك

ولكن، رغم كل هذه التطلعات والآمال، يبدو أن صفقة ألكسندر إيزاك ستظل بعيدة المنال، ما لم يتم حل الإشكالات التنظيمية المعقدة التي تحيط بتعاملات الأندية المرتبطة بملكية الصندوق السيادي السعودي. هذا الواقع يضع الهلال أمام تحدٍ كبير لإيجاد بدائل قوية في سوق الانتقالات، لتلبية طموحات جماهيره التي تتوق لرؤية فريقها في أبهى صوره.

ماذا قدم إيزاك الموسم الماضي؟ أرقام تتحدث عن نفسها:

لا يأتي اهتمام الهلال بإيزاك من فراغ، فاللاعب السويدي يُعد أحد أبرز النجوم في الموسم الماضي، حيث قدم أداءً استثنائيًا مع نيوكاسل يونايتد. شارك إيزاك في 42 مباراة بجميع البطولات، وأحرز خلالها 27 هدفًا وصنع 6 أهداف، مما ساهم بشكل كبير في تأهل فريقه إلى دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى قيادته نحو التتويج بكأس رابطة المحترفين الإنجليزية. لقد كان موسمًا هو الأنجح له منذ انضمامه من ريال سوسيداد، مما يؤكد على جودته الفنية وقدرته على صناعة الفارق.

إيزاك في الصورة.. لماذا هو هدف الهلال؟

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار جماهير الهلال نحو تدعيم الصفوف استعدادًا لموسمٍ جديد يعج بالتحديات المحلية والقارية، يبرز اسم المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك كأحد أبرز الأسماء المطروحة على طاولة الانتقالات. اللاعب المتألق في صفوف نيوكاسل الإنجليزي، بات هدفًا واضحًا للهلال في سعيه لتعزيز خطه الأمامي، إذ إن قواعد الدوري الإنجليزي الممتاز التي تتضمن اللوائح المالية والقيود على عقود اللاعبين الأجانب في الأندية الإنجليزية، تفرض ضغوطًا تجعل من مغادرة إيزاك تحديًا إداريًا وقانونيًا قبل أن يكون فنيًا.

ورغم تلك العوائق، فإن اهتمام الهلال بإيزاك ليس ضربًا من المجازفة، بل يستند إلى مسيرة هجومية مميزة، وأرقام فنية تضعه في خانة المهاجمين النخبة. خبرته في الليجا الإسبانية والدوري الإنجليزي الممتاز، إلى جانب قدرته على التهديف من أنصاف الفرص، جعلت منه مرشحًا مثاليًا ليكون أحد أضلاع الهجوم الأزرق، إلى جانب ألكسندر ميتروفيتش وماركوس ليوناردو.

الهلال لا يبحث فقط عن مهاجم يُسجل، بل عن لاعب يقدم تنوعًا تكتيكيًا وقدرة على صناعة الحلول الفردية والجماعية، وهذا ما يتوفر بوضوح في سجل إيزاك، خاصة في تحركاته الذكية، وسرعته في العمق، وتفوقه في الاستلام تحت الضغط وصناعة الفرص لزملائه. الصفقة إن تمت، لن تكون فقط مجرد إضافة عددية في الخط الأمامي، بل تحول في هوية الهلال الهجومية، حيث سيمنح إيزاك الفريق طابعًا أوروبيًا أكثر ديناميكية، يجمع بين القوة البدنية والمرونة الفنية، ويخلق منافسة داخلية عالية المستوى مع نجوم الخط الأمامي.

مقارنة الأرقام: إيزاك، ميتروفيتش، وليوناردو

لكن من الإنصاف – قبل الحسم – أن نُخضع الأرقام للمقارنة الصريحة بين إيزاك ونجمي الهلال الحاليين، ميتروفيتش وليوناردو، لنفهم مدى أحقية إيزاك في ارتداء القميص الأزرق، بعيدًا عن الانبهار بالأسماء أو الدوريات الكبرى، فلنفتح ملفات أرقام الثلاثي لتحليل مسيرتهم.

إذ خاض الثلاثي مسيرات احترافية مميزة، حيث قدم إيزاك فترات مميزة في ناديي ريال سوسيداد الإسباني ونيوكاسل الإنجليزي. خلال مسيرته الاحترافية، خاض إيزاك 241 مباراة، سجل خلالها 106 أهداف وقدم 19 تمريرة حاسمة. 

أما ميتروفيتش فهو صاحب مسيرة حافلة بعد أن لعب بالعديد من القمصان أبرزها فولهام ونيوكاسل الإنجليزيان وأندرلخت البلجيكي بجوار الهلال. سجل ميتروفيتش 240 هدفًا وصنع 57 في 447 مباراة خاضها. أما ماركوس ليوناردو، الذي يلعب للهلال، فقد سبقه مشواران في سانتوس البرازيلي وبنفيكا البرتغالي، وخلال مسيرته شارك في 235 مباراة، سجل فيها 91 هدفًا وصنع 16 تمريرة حاسمة.

ورغم أن أرقام ميتروفيتش تتفوق بشكل عام من حيث عدد الأهداف وصناعتها نظرًا لعدد المباريات الأكبر، إلا أن معدل إيزاك التهديفي يعتبر ممتازًا بالنظر إلى عدد المباريات التي خاضها، مما يؤكد على قيمته الهجومية العالية التي يسعى الهلال للاستفادة منها. ولكن تبقى التحديات الإدارية والقانونية هي العقبة الأكبر أمام تحقيق هذا الحلم الأزرق.

تم نسخ الرابط