عاجل

ميادة الحناوي تصل الأردن استعدادًا لإحياء حفلها في مهرجان جرش

ميادة الحناوى  سامح
ميادة الحناوى سامح الصريطى ومدحت العدل

وصلت الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي إلى العاصمة الأردنية عمّان، مساء اليوم الخميس للمشاركة في فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، حيث من المقرر أن تُحيي حفلًا غنائيًا مميزًا يوم السبت 27 يوليو الجاري، على المسرح الجنوبي، الذي يُعد من أعرق مسارح المهرجانات الغنائية العربية.

وقد كان في استقبال ميادة الحناوى، لدى وصولها إلى مطار الملكة علياء الدولي،  عدد من الشخصيات البارزة في الوسط الفني والإعلامي، من بينهم الفنان سامح الصريطي، وزوجته الفنانة حنان شوقي، والسيناريست الكبير مدحت العدل، بالإضافة إلى الإعلامية بوسي شلبي، الذين حرصوا على الترحيب بها والتعبير عن سعادتهم بمشاركتها في هذا الحدث الفني العريق.

وتُعد هذه الإطلالة المرتقبة لميادة الحناوي، بمثابة عودة لواحدة من أهم الأصوات النسائية في تاريخ الأغنية العربية، والتي لقبت بـ"مطربة الجيل"، نظرًا لما تمتلكه من رصيد فني راقٍ، وصوت طربي أصيل أسهم في إثراء المكتبة الموسيقية العربية على مدار عقود.

بداية استثنائية 

 

تعود قصة اكتشاف ميادة الحناوي إلى أحد صيفيات مدينة بلودان السورية، وتحديدًا في سهرة كان الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب حاضرًا بها، وهو المصيف الذي اعتاد عبد الوهاب، زيارته سنويًا نظرًا لعلاقته الشخصية بأحد الوزراء السوريين، والذي تصادف أنه كان زوجًا لميادة الحناوي حينها عام 1977، وهناك، استمع عبد الوهاب لصوتها لأول مرة، وأُعجب به بشدة، ليقترح عليها السفر إلى مصر والانطلاق منها فنيًا، إلا أن ميادة كانت لا تزال مترددة في احتراف الغناء، وأبدت تحفظًا على الفكرة في البداية.

لقاءات عمالقة الموسيقى العربية 

لم يكن عبد الوهاب وحده من آمن بموهبتها، بل التفت إلى صوتها كبار الملحنين والموسيقيين في الوطن العربي، على رأسهم الموسيقار رياض السنباطي، الذي قال عنها ذات يوم: "يسعدني كما بدأت حياتي الفنية مع أم كلثوم أن أنهيها مع ميادة الحناوي"، وقدم لها لحن قصيدته "أشواق"، بالإضافة إلى رائعته "ساعة زمن".

أما الموسيقار بليغ حمدي، فقد كتب ولحّن لها اثنتين من أجمل أغنياتها: "أنا بعشقك" و"الحب اللي كان"، واللتين أصبحتا من علامات الغناء الرومانسي الطربي في العالم العربي، ومثّلتا نقطة تحول في مشوارها الفني.

ريادة وتفرد في عالم الغناء

تميّزت ميادة الحناوي، على مستوى تقني أيضًا، إذ كانت أول مطربة عربية تطلق أغانيها على أسطوانات ليزر، كما أنها أول من استخدم نظام التراكات في تسجيل الأغاني، والذي يُتيح تسجيل اللحن والغناء على مسارات منفصلة، ما أتاح لها حرية أدائية وإتقانًا عاليًا في الإنتاج الفني.

وقد ألهم صوتها كثيرًا من الشعراء والمبدعين، من بينهم الشاعر الفلسطيني رامي أبو صلاح، الذي كتب لها قصيدة خاصة في ذكرى ميلادها، فضلًا عن الألقاب العديدة التي منحها إياها الجمهور والنقاد، تقديرًا لموهبتها الفذة وأصالتها في الأداء.

عودة إلى الجمهور العربي

حفل ميادة الحناوي، المرتقب في مهرجان جرش 2024 يحمل طابعًا استثنائيًا، إذ يعود صوتها إلى لقاء مباشر مع الجمهور العربي بعد غياب نسبي عن الساحة، ليعيد إلى الأذهان زمن الطرب الجميل ويُعيد تقديم تجربة غنائية أصيلة في زمن تغلب عليه الإيقاعات السريعة.

الجمهور الأردني والعربي يترقّب هذه الليلة الخاصة بكل شغف، لما تمثّله ميادة من حالة فنية نادرة في المشهد الغنائي، تُجسّد فيها الكلمة الراقية، واللحن العذب، والأداء الذي لا يُشبه سواه.

تم نسخ الرابط