غرق شوارع منطقة الشهابية بدمياط في مياه الصرف الصحي يُشعل غضب الأهالي

تعرضت شوارع منطقة الشهابية بمدينة دمياط للغرق خلال الساعات الماضية في كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي، مما أدى إلى شلل شبه تام في الحركة اليومية للمواطنين، وأثار حالة من الاستياء العارم بين سكان المنطقة، الذين عبّروا عن غضبهم من تكرار الكارثة دون حلول جذرية.
وقد غطّت مياه المجاري عدة شوارع داخلية ورئيسية في الحي، وتحوّلت إلى برك طينية ذات رائحة نفاذة تُعكر صفو الحياة اليومية للسكان، وتُهدد الصحة العامة، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة، ووجود بيئة خصبة لانتشار الحشرات والأوبئة، وسط غياب واضح لفرق الطوارئ أو المعدات المخصصة لشفط المياه.
معاناة يومية وغياب للاستجابة
يقول الحاج محمود عبد السلام، أحد قاطني الشهابية: "الموضوع بقى متكرر جدًا، كل شهر أو اثنين نلاقي المجاري غرقت الشوارع، والمياه بتوصل لباب البيوت. وكل مرة نشتكي ونكلم شركة الصرف مفيش حد بيسمع. فين المسؤولين؟ وهل لازم تحصل كارثة عشان يتحركوا؟".
أما السيدة نجوى أحمد، وهي أم لثلاثة أطفال، فتقول: "أنا مش عارفة أخرج أولادي من البيت، الشارع كله غرقان، والرائحة لا تُحتمل، والناس بتمشي على طوب علشان توصل للشارع العمومي. ده غير الأمراض اللي ممكن تيجي من المياه دي، ومفيش أي تحرك من الحي أو شركة الصرف".
مخاوف صحية وتوقف للحياة اليومية
وقد أكد عدد من المواطنين أن المياه الملوثة عطلت حركة السير تمامًا، وعرقلت وصول الطلاب إلى المدارس، فضلًا عن تأثيرها على أصحاب المحال التجارية، الذين أُجبروا على إغلاق محالهم بسبب غرق الشوارع وابتعاد الزبائن. كما أعرب البعض عن تخوفهم من انهيار أجزاء من البنية التحتية بسبب تسرب المياه المستمر أسفل الأرصفة والمباني.
يقول عم محمد، صاحب محل بقالة في المنطقة: "أنا خسرت الزباين النهارده، الناس مش قادرة تعدي توصل للمحل، واللي بييجي مش عارف يوقف، الشارع كله طين ومجاري، وكأننا في منطقة مهمشة محدش بيشوفها".
مطالبات بحلول جذرية
الأهالي طالبوا محافظ دمياط الدكتور أيمن الشهابي، ورئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي، بسرعة التحرك وإرسال فرق فنية لشفط المياه، وتحديد أسباب العطل المتكرر في الشبكة، ووضع خطة دائمة لحل المشكلة من جذورها، لا مجرد حلول مؤقتة تنتهي بعد ساعات من تنفيذها لتعود الأزمة من جديد.
كما ناشدوا المهندسة شيماء الصديق، نائب المحافظ، بضرورة النزول ميدانيًا لمتابعة الموقف، والاستماع لشكاوى السكان، الذين أصبحوا يعيشون وسط برك من المياه الملوثة دون أدنى تدخل ملموس من الجهات المسؤولة.
وسائل التواصل الاجتماعي تشتعل
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور والفيديوهات التي تُظهر حجم الكارثة البيئية في شوارع الشهابية، حيث غمرت المياه الطرق وتجمعت في النقاط المنخفضة، فيما عبر كثيرون عن دهشتهم من غياب أي خطة طوارئ مسبقة للتعامل مع مثل هذه الأزمات، رغم تكرارها.
وطالب عدد من النشطاء بفتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب انهيار منظومة الصرف الصحي في المنطقة، متسائلين عن مصير ميزانيات الصيانة والتطوير التي تُخصص سنويًا لهذه الشبكات، مطالبين بمحاسبة أي مسؤول يثبت تقاعسه أو تهاونه في حماية حياة المواطنين وصحتهم.
أمل في التحرك السريع
ويبقى أمل سكان منطقة الشهابية في استجابة عاجلة من الجهات التنفيذية، لرفع الضرر عنهم، واتخاذ خطوات جادة لإنهاء الأزمة نهائيًا، قبل أن تتفاقم أكثر وتؤدي إلى أضرار أكبر، سواء صحية أو بيئية أو حتى بشرية. فالمطلوب ليس مجرد سيارات لشفط المياه، بل خطة متكاملة لتطوير الشبكة، وتكثيف أعمال الصيانة والمتابعة الدورية لتفادي تكرار هذا المشهد المُحبط والمؤلم.





