عاجل

رغم الانتقادات.. بزشكيان: ندرس نقل العاصمة الإيرانية لهذا السبب

بزشكيان
بزشكيان

كشف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن أن بعض مناطق العاصمة طهران تشهد ظاهرة هبوط أرضي تصل إلى ما بين 30 و40 سنتيمتراً سنويًا، واصفًا الأمر بأنه كارثة عمرانية تتطلب حلاً جذريًا. 

وأكد مسعود بزشكيان خلال لقاء جمعه، اليوم الثلاثاء، بعدد من أعضاء "جبهة الإصلاحات الإيرانية"،  أن خيار نقل العاصمة مطروح بجدية على طاولة النقاش، رغم الانتقادات الموجهة له، مشددًا على ضرورة التخطيط بعيد المدى لمواجهة هذه الظاهرة.

وشدد بزشكيان على أهمية إشراك المحافظات في إدارة الأزمات، مستعرضًا تجربة الحرب الأخيرة، التي جرى خلالها توسيع صلاحيات المحافظين ليعملوا كـ"رؤساء جمهورية محليين"، وهو ما ساعد في تعزيز الصمود وتخفيف الضغط عن المركز، بحسب قوله.

بزشكيان: طريق الإصلاح طويل ولا بد من صبر وطني

أكد بزشكيان أن مسار الإصلاح في إيران طويل ومعقد، ولا يمكن حصد نتائجه بسرعة، مضيفًا أن التغيير الحقيقي يتطلب عملًا تراكمياً واستمرارية، وأن بعض التحولات تحتاج إلى سنوات حتى تؤتي ثمارها، داعيًا إلى الابتعاد عن الخطابات الشعبوية والاصطفافات الحادة، معتبرًا أنها تعرقل فرص التوافق الوطني.

كما أعلن الرئيس الإيراني للمرة الأولى استعداده لفتح حوار مع مختلف التيارات السياسية، بما في ذلك المعارضة، شريطة أن يقوم هذا الحوار على العدل والإنصاف، إلا أنه لم يحدد إن كان المقصود بالمعارضة هو تلك الموجودة في الخارج أم القوى الإصلاحية داخل البلاد التي تطالب بإصلاحات أعمق.

إصلاح تدريجي واستيعاب للكفاءات

انتقد بزشكيان ما وصفه بـ"الخطأ الكبير" في التعامل مع النخب السياسية والعلمية خلال السنوات الماضية، معتبرًا أن تهميش الكفاءات كان من أساليب الأعداء لإضعاف الدولة من الداخل. وأشار إلى أن مؤسسات الأمن القومي توصلت اليوم إلى قناعة بضرورة احتضان النخب بدلاً من إقصائها.

وأضاف أن حكومته شرعت في مراجعة شاملة لمنظومة التعيينات داخل مؤسسات الدولة، مؤكدًا وجود توجه لإعادة دمج الأساتذة والطلبة الذين تم حرمانهم من الدراسة أو العمل لأسباب سياسية أو أمنية في السنوات الماضية.

السياسة الخارجية.. التعاون بدلاً من الصدام

على الصعيد الإقليمي والدولي، أوضح الرئيس الإيراني أن حكومته تنتهج سياسة دبلوماسية نشطة تجاه دول الجوار، وأن محاولات بعض القوى لخلق التوتر باءت بالفشل، إذ لم تتخذ أي دولة مجاورة موقفًا عدائيًا تجاه طهران. وقال: "مفتاح النجاح الإقليمي هو التعاون، لا الصدام".

وفي ما يتعلق بالملفات الحساسة، أكد بزشكيان ضرورة الخروج من حالة التردد بشأن قضايا حيوية مثل الانضمام إلى مجموعة العمل المالي FATF والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن ذلك ضروري لتخفيف الكلفة الاقتصادية والدبلوماسية على إيران.

تعزيز المشاركة الشعبية وبناء المصالحة

شدد بزشكيان على أهمية دعم الأحزاب والمنظمات المدنية باعتبارها استثماراً في رأس المال الاجتماعي، محذرًا من الاكتفاء بإصلاحات شكلية أو متقطعة، داعيًا إلى تحولات مؤسسية شاملة ومستدامة، تساهم في استقرار البلاد وتلبية تطلعات المجتمع.

وفي ختام تصريحاته، أكد الرئيس الإيراني أن الوحدة الوطنية والانسجام بين الحكومة والقيادة العليا يمثلان الأساس في مواجهة التحديات، وقال:"إذا غاب التنسيق بين الدولة وقيادتها، ستكون كلفة الخلاف أكبر بكثير من كلفة الوحدة".

كما جدد الرئيس الإيراني الدعوة إلى حوار وطني جامع، مؤكداً أن الانفتاح السياسي هو المدخل الحقيقي للإصلاح العادل، وأن أبواب الحكومة "مفتوحة للجميع" ممن يسعون إلى حلول قائمة على العدالة والتفاهم.

تم نسخ الرابط