بزشكيان: صنع القنبلة النووية ليس إلا إدعاء إسرائيلي لتبرير الهجمات ضد إيران

نفى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إلى بلاده بشأن السعي لتطوير سلاح نووي، واصفًا هذه المزاعم بأنها "أكاذيب محضة".
وفي خطاب حاد اللهجة، تساءل بزشكيان: "ألم تزعموا أن إيران تسعى لصنع قنبلة نووية؟ فلماذا إذًا تستهدفون المدنيين في هجماتكم؟"، مشددًا على أن صناعة القنبلة النووية لم تكن يومًا ضمن عقيدة بلاده، ولا أهدافها الاستراتيجية.
وأضاف الرئيس الإيراني أن تلك الادعاءات ما هي إلا محاولة لتبرير الهجمات المتكررة ضد بلاده، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، رغم التصعيد المتواصل من قبل إسرائيل والدول الغربية.
بزشكيان: إسرائيل تتبع نهج الاغتيالات المنهجية
في السياق ذاته، اتهم بزشكيان إسرائيل باتباع نهج الاغتيالات المنهجية" على مستوى العالم، قائلاً إن "تل أبيب صنعت كيانًا يهاجم من يشاء ويغتال من يشاء، في أي وقت يشاء"، بحسب تعبيره.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد تصاعدًا ملحوظًا في التوترات الإقليمية، وسط اتهامات متكررة من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل لطهران بتطوير برنامج نووي ذي طابع عسكري، وهي اتهامات تنفيها طهران مرارًا.
هجوم إسرائيلي على منشآت إيرانية
وكانت القوات الجوية الإسرائيلية قد نفذت، في يونيو الماضي، هجومًا استهدف منشآت عسكرية ومراكز أبحاث داخل الأراضي الإيرانية، مما أدى إلى مقتل عدد من العلماء والضباط، وفق ما أكدته مصادر رسمية إيرانية. وردّت طهران على هذا الهجوم بتنفيذ سلسلة من الهجمات الصاروخية، واصفة ما حدث بأنه "انتهاك صارخ للسيادة الوطنية".
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن بلادها قدّمت في الحرب الأخيرة 1,062 قتيلاً، بينهم 102 امرأة، 38 طفلًا، 34 تلميذًا، 5 معلمين، 5 ممرضين، و7 منقذين.
ترامب يهدد بضربات جديدة على إيران
في تطور متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن استعداده لتوجيه ضربات إضافية ضد المنشآت النووية الإيرانية "إذا لزم الأمر"، مؤكدًا أن الهجمات السابقة "أبادت" البنية التحتية الحيوية تحت الأرض.
وفي منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: "وزير الخارجية الإيراني اعترف بأن المنشآت دُمّرت.. وهذا ما قلته، وسنفعله مجددًا إذا اضطررنا."
إيران تعترف بالأضرار النووية
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أقر في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بأن البرنامج النووي الإيراني "متوقف حاليًا" نتيجة "أضرار جسيمة" سبّبتها الضربات الأمريكية والإسرائيلية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن طهران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، وترفض استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة في المرحلة الراهنة.
تفاصيل الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية
في 21 يونيو، نفذت قاذفات أمريكية من طراز B-2 سلسلة من الغارات الجوية على منشآت نووية رئيسية في أصفهان، نطنز، وفوردو، بما في ذلك منشآت تقع على عمق يفوق 800 متر تحت الأرض، حيث يعتقد ترامب أن هذه الضربات دمرت البنية التحتية بالكامل.
ووصف وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث العملية بأنها "نجاح مدفون تحت الأنقاض"، مشيرًا إلى إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات استهدفت المراكز النووية.
بدوره، أكّد مدير وكالة المخابرات المركزية، جون راتكليف، أن العملية استغرقت 18 ساعة وأسفرت عن "أضرار هائلة".
منشأة فوردو خارج الخدمة
ووفقًا لهيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية، فإن منشأة فوردو أصبحت "غير قابلة للتشغيل"، بعد تدمير أجهزة الطرد المركزي فيها بالكامل، مما يُرجّح أنه سيؤدي إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات.
تقييم دولي للأضرار
من جانبه، قال رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن "الأضرار التي لحقت بالمرافق النووية الإيرانية هائلة"، مؤكدًا أن إيران ستواجه "صعوبات كبيرة" في استعادة القدرة على تخصيب اليورانيوم بنفس الوتيرة التي كانت عليها سابقًا.
هجمات إسرائيلية على إيران
سبق الضربات الأمريكية عمليات إسرائيلية نوعية استهدفت شخصيات بارزة في البرنامج النووي الإيراني، وأسفرت عن اغتيال 14 عالمًا نوويًا على الأقل، إلى جانب مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، ما ساعد في إضعاف البنية التحتية قبل تنفيذ الهجمات الأمريكية الكبرى.