إسرائيل عن انسحاب أمريكا من عضوية اليونسكو: خطوة عادلة

رحبت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، بقرار الولايات المتحدة الانسحاب رسميًا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، معتبرة ذلك دعمًا لموقفها الرافض لما تصفه بـ"التمييز السياسي" داخل المنظمة ضد الدولة العبرية.
وزعم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، في بيان نقلته صحيفة معاريف العبرية، إن هذه خطوة ضرورية تهدف إلى تعزيز العدالة وحق إسرائيل في معاملة عادلة داخل منظومة الأمم المتحدة".
وأضاف ساعر: "لطالما انتهكت اليونسكو حقوق إسرائيل نتيجة تسييس مستمر، ومن الضروري وقف هذا التمييز في الوكالة، كما في غيرها من منظمات الأمم المتحدة".
الانسحاب الأمريكي من اليونسكو
ويأتي هذا الموقف بعد إعلان رسمي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بانسحاب بلاده من المنظمة، مبررًا قراره بما وصفه بالتحيّز المستمر ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب تبني المنظمة ما أسماه "أجندات صاخبة تتعارض مع المصالح الوطنية الأمريكية"، وذلك وفق ما أوردته القناة السابعة العبرية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن القرار الأمريكي استند إلى مراجعة داخلية استمرت 90 يومًا، بدأت في فبراير الماضي، ركزت على مواقف اليونسكو المتعلقة بإسرائيل، بما في ذلك استخدام مصطلحات مثل "فلسطين المحتلة من قبل إسرائيل"، وإدراج مواقع مقدسة يهودية ضمن قائمة التراث الفلسطيني، قرارات اتخذها المجلس التنفيذي للمنظمة اعتبرتها واشنطن "معادية للسامية".
وأشارت إلى أن سياسات المنظمة المتعلقة بالتنوع والمساواة والإدماج لا تتماشى مع ما وصفته بـ"التوجهات الصحيحة" التي اختارها الشعب الأمريكي في الانتخابات، مؤكدة أن الرئيس ترامب "يرفض بقاء الولايات المتحدة في أي منظمة دولية لا تخدم مصالحها الوطنية أو تتجاهل مواقف ناخبيها".
اليونسكو: قرار الانسحاب الأمريكي من عضوية المنظمة كان متوقعًا
في المقابل، عبّرت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، عن أسفها للقرار الأمريكي، واصفة إياه بـ"المؤسف"، لكنها أكدت أنه كان "متوقعًا"، وأن المنظمة كانت قد استعدت له مسبقًا، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
وقالت أزولاي: "انسحاب الولايات المتحدة ضربة مؤلمة، لكنه لن يثنينا عن مواصلة رسالتنا في حماية التراث الثقافي والإنساني وتعزيز التعاون العالمي في مجالات التربية والعلم والثقافة".
ويأتي الانسحاب الأمريكي في وقت تعيش فيه إدارة ترامب سياقًا سياسيًا داخليًا متوترًا، إذ تتزامن الخطوة مع تجدد الاهتمام الإعلامي بقضية الرئيس الأمريكي المتعلقة برجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، وهو ما دفع ترامب إلى تكثيف حضوره الإعلامي خلال اليومين الماضيين.
وأطلق ترامب سلسلة من المنشورات والتغريدات عبر منصته "تروث سوشيال"، شملت اتهامات ضد سامانثا باور، المديرة السابقة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بشأن مصادر ثروتها، هجوم على نادي "واشنطن كوماندرز" لكرة القدم، مهددًا بإلغاء مشروع بناء ملعب جديد ما لم يُغيّر الفريق اسمه إلى "واشنطن ريدسكينز"، وإعادة التذكير بمزاعم "مؤامرة خيانة" تعود لعام 2016 ضد إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، نشر فيديو تم توليده بالذكاء الاصطناعي يظهر فيه أوباما وهو يُعتقل داخل المكتب البيضاوي.
كما شملت منشورات ترامب مقاطع ترفيهية لا علاقة لها بالسياسة، من بينها لقطات لامرأة تمسك بثعبان، وسيارة تتفادى حادثًا مروعًا، وأشخاص يستعرضون مهاراتهم على دراجات نارية وزلاجات مائية، في ما اعتبرته صحيفة واشنطن بوست "محاولة لصرف الانتباه عن القضايا الداخلية".