عاجل

دراسة تكشف: القهوة لا تُربك نوم الجميع.. الأمر يعتمد على "جيناتك"

القهوة
القهوة

يتساءل كثير من محبي القهوة  حول العالم، هل فنجان القهوة المسائي يؤثر فعلًا على جودة النوم؟، وهل الامتناع عنه مساءً ضرورة صحية أم مجرد خرافة شائعة؟ دراسة علمية جديدة نُشرت مؤخرًا في جامعة "فاندربيلت" بالولايات المتحدة الأمريكية تقدم إجابات دقيقة ومدعومة بالأرقام حول تأثير الكافيين الليلي على دورة النوم.

الكافيين وتأثيره على الساعة البيولوجية

بحسب الدراسة التي نُشرت في يوليو 2025 على موقع Science Daily، فإن الكافيين يمكن أن يؤدي إلى تأخير إفراز هرمون الميلاتونين – المسؤول عن الإحساس بالنعاس – مما يتسبب في تأخير النوم وخلل في الساعة البيولوجية لدى البعض، ويؤكد الباحثون أن تأثير الكافيين يختلف من شخص لآخر بناءً على عوامل وراثية وبيئية، كما أن توقيت تناول القهوة يلعب دورًا محوريًا في مدى تأثيرها.

مفاجأة.. القهوة لا تُربك نوم الجميع

المثير في نتائج الدراسة أن فئة من المشاركين الذين اعتادوا على شرب القهوة بانتظام في المساء، لم تظهر عليهم أي أعراض اضطراب في النوم، لا في المدة ولا في العمق. أما المشاركون الذين لا يتناولون الكافيين عادة، فقد عانوا من تأخير ملحوظ في الدخول بمرحلة النوم العميق، إلى جانب صعوبة الاستغراق الكامل.

وصرح الدكتور "مارك أندروز"، الباحث الرئيسي بالدراسة، قائلًا: "الكافيين لا يُعتبر ضارًا بحد ذاته، وإنما الاستجابة له تعتمد على النمط الجيني للفرد. بعض الناس يُفرزون الميلاتونين بشكل طبيعي حتى في وجود الكافيين، بينما آخرون تتأثر ساعتهم البيولوجية سريعًا".

أنواع القهوة والمحتوى الكافييني

أشارت نتائج البحث إلى أن نوع القهوة يؤثر بشكل واضح في مدى تأثيرها على الجسم. فالقهوة الداكنة مثل الإسبريسو تحتوي على كافيين أكثر من القهوة العربية أو التركية، كما أن القهوة الفورية تكون أقل ضررًا من ناحية تأثير النوم إذا قورنت بالمشروبات الجاهزة من المقاهي.

وتوضح الدراسة أن مشروبات "اللاتيه" أو "الكابتشينو" تحتوي على جرعات كافيين عالية قد تتجاوز 150 ملغ للكوب الواحد، وهي كمية كافية لتعطيل النوم عند الأشخاص الحساسين للكافيين.

التوقيت المثالي لتناول القهوة

خلص الباحثون إلى أن الفترة بين الساعة 10 صباحًا و2 ظهرًا هي الأفضل لتناول القهوة، إذ يكون الجسم في أعلى درجات النشاط، بينما يُفضل تجنب الكافيين بعد الساعة 6 مساءً.

وأوصى التقرير بأن الأشخاص الذين يُعانون من الأرق أو الاستيقاظ المتكرر ليلًا، يجب أن يتوقفوا تمامًا عن تناول القهوة بعد العصر، أو يتحولوا إلى القهوة منزوعة الكافيين (ديكاف) كخيار بديل.

نصائح الخبراء لعشاق القهوة

الدراسة الأمريكية لم تكتفِ بنتائج الاختبارات، بل قدمت مجموعة من التوصيات العملية لعشاق القهوة الذين لا يستطيعون التخلي عنها:

  • استخدم القهوة الخفيفة أو ديكاف في المساء لتقليل تأثير الكافيين.
  • راقب استجابتك الشخصية: إذا شعرت بالأرق بعد القهوة، قلّل الكمية أو غيّر الوقت.
  • لا تتناول القهوة على معدة فارغة، إذ تُسرّع امتصاص الكافيين.
  • اشرب كميات كافية من الماء لطرد الكافيين سريعًا من الجسم.
  • استبدل القهوة الليلية بمشروبات مهدئة مثل شاي البابونج أو النعناع.

دراسات سابقة تدعم النتائج

دعم نتائج الدراسة الأخيرة ما كشفته دراسات سابقة مثل دراسة "جونز هوبكنز" عام 2023 التي أوضحت أن تناول الكافيين بعد 7 مساءً يؤدي إلى تقليل مدة النوم بمعدل 40 دقيقة يوميًا، كما أظهرت دراسة منشورة في مجلة Journal of Clinical Sleep Medicine أن تناول الكافيين قبل النوم بـ6 ساعات فقط يمكن أن يُقلّل من كفاءة النوم بنسبة 10%.

القهوة ليست العدو.. لكن لكل جسد طبيعته

في الختام، يؤكد الباحثون أن القهوة ليست العدو الأول للنوم كما يظن البعض، وإنما التوقيت والكمية وطبيعة الجسم هي العوامل الحاسمة، فإذا كنت من الأشخاص الذين لا يُعانون من اضطراب في النوم بعد القهوة، فلا ضرر من تناولها مساءً. أما إذا كنت تُعاني من الأرق، فالأفضل إعادة التفكير في عاداتك الكافيينية اليومية.

تم نسخ الرابط