عاجل

بالرغم من وفاته.. أزمات تطارد الملحن الراحل محمد رحيم

محمد رحيم
محمد رحيم

رغم رحيله الذي أحدث صدمة واسعة في الوسط الفني، لا يزال اسم الملحن الراحل محمد رحيم حاضرًا، ليس فقط من خلال إرثه الموسيقي، بل أيضًا عبر أزمات متتالية طالت اسمه وحقوقه خلال شهر يوليو الجاري. حيث تصدّر رحيم حديث الجمهور ووسائل التواصل الاجتماعي مرتين خلال أسبوعين فقط، في جدلين متعلّقين بـأعماله الفنية وحقوقه الأدبية، ما فتح باب التساؤلات حول كيفية حفظ حقوق الفنانين بعد رحيلهم.

أزمة “قمر قمر”: أنوسة كوتة تتهم جهة فنية بسرقة لحن من أرشيف محمد رحيم

بدأت أولى الأزمات عندما فجّرت أنوسة كوتة، أرملة محمد رحيم، أزمة جديدة حين نشرت مقطع فيديو عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” تتهم فيه إحدى الجهات الفنية باستخدام لحن قديم من أعمال زوجها، دون إذن أو إشارة إليه.

قالت أنوسة كوتة في الفيديو: “كنت بسمع ألبوم جديد نزل مؤخرًا، وفجأة لفتت نظري أغنية بيقول مطلعها (قمر قمر، أنا شايف قمر)… اللحن مش غريب عليا، وافتكرت على طول إنه من ألحان محمد رحيم، تحديدًا من أغنية وطنية كان اسمها (كلمة مصر)، من كلمات الأبنودي”.

واعتبرت أنوسة كوتة أن ما حدث هو انتهاك واضح للحقوق الأدبية والفنية للراحل، مؤكدة أن الأغنية الأصلية تحمل طابعًا وطنيًا خاصًا، وأن أسلوب رحيم في التلحين لا يمكن أن يُخطئه المستمع المتابع لأعماله. وطالبت من خلال الفيديو بفتح تحقيق فني وقانوني في الواقعة، مؤكدة أنها لن تصمت أمام المساس بتراث زوجها.

 أزمة مشاهد “الذوق العالي”: ظهور محذوف ومقطع صوتي يكشف الحقيقة

بعد أيام قليلة من جدل "قمر قمر"، تداولت مواقع التواصل أخبارًا عن قيام الفنان تامر حسني بحذف مشاهد كان من المقرر أن يظهر فيها محمد رحيم ضمن كليب أغنيته الجديدة “الذوق العالي”، التي تجمعه بالنجم محمد منير، وهي من ألحان رحيم نفسه.

الأنباء المتداولة زعمت أن الكليب نُشر دون ظهور رحيم، رغم مشاركته في التصوير قبل وفاته، مما أثار موجة من التساؤلات والغضب بين محبيه، لكن سرعان ما تم تداول تسجيل صوتي منسوب للراحل محمد رحيم، كان قد سجله قبل وفاته، يكشف فيه تفاصيل مشاركته في العمل. وجاء في المقطع: “بنصوّر غنوة جديدة أنا والكينج محمد منير، دي من ألحاني، اسمها الذوق العالي، اتسجلت واتصورت خلاص، وأنا طالع معاهم في الفيديو كليب كملحن، ومعانا تامر حسين، وأحمد طارق يحيى… إحنا كلنا طالعين مع بعض”.

هذا التسجيل وضع حدًا مؤقتًا للجدل، مؤكدًا أن رحيم شارك فعلًا في التصوير، لكن يبقى سبب حذفه من النسخة النهائية للكليب محلّ تساؤل، خاصة أنه لم يصدر تعليق رسمي من فريق العمل يوضح تفاصيل القرار.

  تساؤلات حول حماية حقوق الفنانين بعد الوفاة

أثارت الأزمتان نقاشًا واسعًا داخل الوسط الفني وعلى مواقع التواصل حول قضايا تتعلق بـحماية الحقوق الأدبية للفنانين بعد وفاتهم، وضرورة وجود جهة رسمية تراقب استخدام أعمالهم وتمنع أي شكل من أشكال الاستغلال أو التعدي.

كما طالب البعض بإصدار لوائح واضحة تحفظ للورثة والأسر حقوقهم في التراث الفني، خاصة عندما يكون الفنان الراحل من أصحاب البصمة الموسيقية الكبيرة، كما هو الحال مع محمد رحيم.

رغم رحيله، لا تزال ألحان محمد رحيم حاضرة في المشهد، تَروَّج وتُعاد توزيعها، ويُعاد طرحها بإطارات جديدة، ما يعكس عمق تأثيره في الموسيقى المصرية والعربية الحديثة، لكن أزمات يوليو تؤكد أن الحفاظ على إرث الكبار لا يجب أن يكون عاطفيًا فقط، بل مؤسسيًا وقانونيًا، لحماية ما تركوه من فن خالد.

تم نسخ الرابط