عاجل

أئمة أوروبا المطبعين.. مدير وحدة العبري بالأزهر يكشف رسائل الصهاينة (خاص)

أئمة أوروبا المطبعين
أئمة أوروبا المطبعين

حفلت زيارة أئمة أوروبا المطبعين للكيان الصهيوني بردود فعل غاضبة، كان في مقدمة منها بيان الأزهر الشريف، وإيقاف عددٍ منهم عن العمل الدعوي، لكن ما هي رسائل الصهاينة من هذه الزيارة؟ 

زيارة أئمة أوروبا المطبعين للاحتلال الصهيوني 

الدكتور وسام حشاد مدير وحدة الرصد العبري بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، قال في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإظهار رسالة مفادها: "نحن دولة تقبل الحوار بين الأديان وتدعو للتعايش السلمي"، وذلك في محاولة لتحسين صورتها أمام الغرب، وتعزيز علاقاتها مع أوروبا والمجتمع الدولي.

 إلى جانب دعم الاتفاقيات الإبراهيمية مستقبلًا، وانفتاحها على ملفات التطبيع مع دول عربية.

تداعيات زيارة بعض الأئمة من أوروبا لرئيس الاحتلال على الجاليات المسلمة 

بدوره كان قد استنكر الدكتور عبدالحميد متولي رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي، زيارة بعض الأئمة من أوروبا لرئيس الاحتلال. 

وقال رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية إنه في الوقت الذي تتوالى فيه الاعتداءات الوحشية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وتتصاعد فيه وتيرة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية والقدس، تأتي زيارة بعض الأئمة من أوروبا لرئيس الاحتلال لتثير الكثير من التساؤلات والقلق العميق لدى الجاليات المسلمة في الغرب، بل وفي العالم الإسلامي كله.

ولفت إلى أن هذه الزيارة، في هذا التوقيت الحرج، لا يمكن أن تُقرأ بمعزل عن السياق العام للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ولا عن الجراح المفتوحة في ضمير الأمة، ولا عن الصمود الأسطوري لشعب محاصر يُذبح أمام مرأى ومسمع العالم. وهي بذلك تمثل، وللأسف الشديد، انحرافًا عن البوصلة الأخلاقية والدينية التي يجب أن يتحلى بها العلماء والدعاة، خاصة من يعيشون بين الجاليات المسلمة التي تعاني يوميًا من التهميش والشيطنة بسبب مواقفها المؤيدة للحق الفلسطيني.

التأثير على الجاليات المسلمة في الغرب

وبين الشيخ عبدالحميد متولي أن زيارة كهذه لا تمر مرور الكرام. فالجاليات المسلمة في أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية باتت أكثر وعيًا، وأكثر ارتباطًا بقضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين. 

كما أن لقاء من يُفترض أن يكونوا رموزًا دينية مع رأس كيان استيطاني محتلّ، تلطخت يداه بدماء الأطفال والنساء، يبعث برسائل مشوشة ومؤلمة، وقد يؤدي إلى فقدان الثقة في بعض الرموز الدينية، ويفتح الباب أمام موجات من الشكوك والتشكيك في صدق المواقف والمبادئ.

واستطرد: لكن، ورغم خطورة هذه الزيارة، فإنها قد تُحوّل إلى نقطة استنهاض جديدة داخل المجتمعات المسلمة في الغرب، تدفعهم للتمسك أكثر بحقوق الشعب الفلسطيني، وتؤكد لهم أن القضية لا تموت، وأن من باع أو صمت لا يمثل الأمة، بل يمثل نفسه ومن والاه.

القضية الفلسطينية قضية عقيدة وهوية

كما قال الشيخ عبدالحميد متولي إن الدفاع عن فلسطين ليس مجرد قضية سياسية أو إنسانية، بل هو جزء لا يتجزأ من عقيدة كل مسلم، فهي الأرض التي باركها الله، وهي قبلة المسلمين الأولى، وفيها المسجد الأقصى المبارك، مسرى رسول الله ﷺ، وهي مسرح النبوءات والرباط إلى يوم الدين.

وبين أن كل تراجع عن هذه الثوابت من أي طرف، لا يسقطها من القلوب، بل يزيد المؤمنين بها ثباتًا وإيمانًا، ويجعل الجاليات المسلمة أكثر حرصًا على ترسيخ القضية الفلسطينية في الأجيال القادمة، من خلال المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية.

القدس... العاصمة الأبدية لفلسطين

وأكد أنه مهما حاول المطبعون أن يزيّفوا الحقائق، فإن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، شاء من شاء وأبى من أبى. ولن تُغير الزيارات المجاملة أو اللقاءات السياسية من هذه الحقيقة الراسخة في قلوب مليار ونصف مسلم.

وشدد على أن الواجب اليوم على العلماء والدعاة في الغرب والعالم الإسلامي أن يُجددوا خطابهم، وأن يكونوا صوتًا للحق، ومدافعين عن المظلوم، ورُسلَ وعي لا أدوات تلميع لصورة كيان محتلّ في لحظة من أحلك لحظات تاريخنا الحديث.

واختتم: نحن، في المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي، نؤكد أن هذه الزيارة لا تمثل إلا أصحابها، ولا تعكس بأي حال من الأحوال موقف الجاليات الإسلامية في الغرب، التي كانت ولا تزال نصيرة لفلسطين، وقضيتها العادلة، ودولتها المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

ودعا المسلمين في كل مكان إلى الثبات، والوعي، والوحدة، والعمل على فضح هذه الزيارات التي تضر ولا تنفع، وتخدم الباطل ولا تنصر الحق. ﴿وَقُلْ جَاءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾[الإسراء: 81]

لا ‏يمثلون الإسلام ولا ‏المسلمين

بدوره أعرب الأزهر الشريف عن استياءٍ بالغٍ من زيارة عدد ممن وصفوا أنفسهم بالأئمة الأوروبيين بقيادة المدعو حسن شلغومي، إلى الأراضي ‏الفلسطينية ‏المحتلة، ولقاء رئيس الكيان الصهيوني المحتل، وحديثهم المشبوه والخبيث عن أن الزيارة تهدف ‏إلى ترسيخ ‏‏«التعايش والحوار بين الأديان»، ضاربين صفحًا عن معاناة الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية ‏وعدوان غير ‏مسبوق ومجازر ومذابح وقتل متواصل للأبرياء لأكثر من 20 شهرًا.‏

واستنكر الأزهر بشدة هذه الزيارة من هؤلاء الذين عَمِيت أبصارهم وبصائرهم، وتبلدت مشاعرهم عما يقاسيه ‏هذا الشعب المنكوب، وكأنهم لا تربطهم بهذا الشعب أية أواصر إنسانيَّة أو دينيَّة أو أخلاقيَّة، كما يحذر ‏الأزهر من هؤلاء وأمثالهم من المأجورين المفرِّطين في قيمهم الأخلاقية والدينية، وأن أمثال هؤلاء عادة ما ‏ينتهي بهم تاريخهم وصنيعهم إلى صفحات التاريخ السوداء. ‏

ويؤكد الأزهر أن هذه الفئة الضَّالَّة ‏لا تمثل الإسلام ولا المسلمين ولا ‏الرسالة التي يحملها علماء الدين ‏والدعاة والأئمة في التضامن مع ‏المستضعفين ‏والمظلومين، محذِّرًا جموع المسلمين في الشرق والغرب من ‏الانخداع بهؤلاء المنافقين وأمثالهم من الآكلين على موائد الخزي والعار والمهانة، حتى وإن صلوا صلاة ‏المسلمين، وزعموا أنهم أئمة ودعاة.‏

تم نسخ الرابط