العراق: توقيف 17 مسؤولا و3 ضباط على خلفية حريق الكوت

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم السبت، توقيف 17 مسؤولًا و3 ضباط على خلفية كارثة حريق مركز التسوق في مدينة الكوت جنوبي بغداد، حسبما ذكرت قناة روسيا اليوم.
التحقيقات الأولية كشفت عن وجود تقصير
وقال العميد مقداد ميري، رئيس دائرة العلاقات والإعلام بالوزارة، في بيان، إن اللجنة التحقيقية العليا المُشكلة بأمر من رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، وترأسها وزارة الداخلية، تمكنت من تحقيق تقدم ملحوظ في عملها، بعد جمع الأدلة والمعلومات ومطابقتها مع إفادات الشهود والمعنيين.
وأوضح ميري أن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود تقصير واضح من عدة مسؤولين وموظفين في مؤسسات حكومية معنية، الأمر الذي فاقم حجم الكارثة والخسائر البشرية والمادية الناتجة عنها.
وأكد أن الإجراءات المتخذة جاءت استنادًا للمادة 331 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل، وبناءً على صلاحيات وزير الداخلية وتفويض اللجنة العليا، بهدف استكمال التحقيقات ومحاسبة جميع المقصرين دون استثناء.
اللجنة مستمرة في عملها حتى استكمال التحقيقات بالكامل
وشدد ميري على أن اللجنة مستمرة في عملها حتى استكمال التحقيقات بالكامل، واعدًا بإعلان النتائج النهائية بشفافية أمام الرأي العام، التزامًا بمبدأ العدالة وضمان محاسبة المسؤولين عن الفاجعة.
يُذكر أن الحريق، الذي اندلع في المركز التجاري بالكوت، أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 69 شخصًا، مع توقعات بارتفاع الحصيلة لوجود جثث لم تُنتشل بعد.
حصيلة ضحايا حريق الكوت
شهدت مدينة الكوت العراقية واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية، إثر اندلاع حريق هائل داخل مركز تجاري حديث العهد، أودى بحياة 67 شخصًا بينهم 14 جثة متفحمة لم تُعرف هوياتها حتى الآن، فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة.
الحريق اندلع داخل مبنى مؤلف من خمسة طوابق
وفي بيان رسمي، أعلنت وزارة الداخلية العراقية أن الحريق اندلع داخل مبنى مؤلف من خمسة طوابق يضم مركز تسوق ومطعمًا، لم يمضِ على افتتاحه سوى أسبوع واحد. وأشارت إلى أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إنقاذ أكثر من 45 شخصًا، فيما استمرت عمليات البحث عن المفقودين حتى ساعات الفجر الأولى.
الوزارة كشفت عن تشكيل لجنة تحقيق عليا للوقوف على ملابسات الحريق، مؤكدة التزامها بالشفافية في إعلان النتائج ومحاسبة كل من يثبت تقصيره، مشددة على أن سلامة المواطنين خط أحمر.
انفجار مكيف هوائي يُرجح يكون السبب الرئيسي
من جانبه، أعلن محافظ واسط، محمد جميل المياحي، الحداد الرسمي لثلاثة أيام، مؤكدًا في بيان رسمي أن "الواقعة تحمل في طياتها ملابسات غامضة"، مشيرًا إلى أن التحقيقات الأولية ستُعلن خلال 48 ساعة، مع رفع دعاوى قضائية ضد مالك المبنى والمول وكل من يثبت تورطه.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن شهود عيان وناجين أن الحريق انطلق من الطابق الأول، مرجحين أن انفجار مكيف هوائي كان السبب الرئيسي، ما أدى إلى امتداد النيران سريعًا في أرجاء المبنى. وقال أحد الناجين لوكالة "فرانس برس": "انفجر مكيف في الطابق الثاني، واشتعلت النيران وانهار كل شيء.. لم نستطع الهرب".