عاجل

شقيان تحت الشمس.. «محمد» طفل من المنيا يكافح على رزقه بعربة ذرة مشوي

محمد سيد طفل المنيا
محمد سيد طفل المنيا تصوير: أحمد رأفت
https://www.facebook.com/share/v/16x7cTZ7Wj/

شقيان تحت الشمس في وقتٍ يُفترض فيه أن يكون الأطفال منشغلين باللعب والدراسة، اختار محمد سيد، الطفل ابن الثالثة عشرة من عمره، طريقًا مختلفًا مليئًا بالتعب والتحدي، ينتمي محمد إلى إحدى قرى مركز ملوي، جنوب محافظة المنيا، وقرر أن يبدأ العمل منذ المرحلة الثالثة من التعليم الابتدائي، واضعًا على كتفيه الصغيرين عبءًا ثقيلًا لا يحمله إلا الكبار.

تصوير:  أحمد رأفت 
تصوير:  أحمد رأفت 

من صبي طعمية إلى أشهر ميكانيكي صغير في قريته
بداية محمد كانت بسيطة، إذ التحق بالعمل في محل فول وطعمية، يحمل الأطباق ويخدم الزبائن، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، بحثًا عن مهارة جديدة، تعلّم فنون الميكانيكا وأصبح أشهر "صبي ميكانيكي" في قريته، حيث صار اسمه يتردد بين أهالي المنطقة كرمز للجد والاجتهاد.

محمدسيد طفل المنيا.                                                                                              تصوير:  أحمد رأفت 
محمدسيد طفل المنيا.                                                                                              تصوير:  أحمد رأفت 

بين الخياطة والميكانيكا رحلة تنقّل بين الحرف
لم يكن العمل الميكانيكي آخر محطات محمد، بل اتجه بعدها إلى مهنة الخياطة ليتقنها كأي محترف رغم صغر سنه، مؤكدًا أن أي مهنة شريفة تستحق التعلم والعمل، لم يكن يهاب التنقل بين المهن بل اعتبره تدريبًا متنوعًا لحياته القادمة.

الذرة المشوية مصدر رزق وكرامة
يقف محمد خلف عربة الذرة المشوي، اليوم، في أحد شوارع المدينة، يتصبب عرقًا تحت الشمس، يشوي الذرة ويبيعها للمارّة، يرسم بابتسامته البريئة طمأنينة غير مألوفة في مثل عمره، يقول محمد: "الذرة دي هي اللي بجيب منها فلوسي، أساعد بيها بابا وأصرف على نفسي، وأنا راضي الحمد لله".

محمد سيد طفل المنيا 
محمد سيد طفل المنيا 

اعتراض الأسرة ورفض محمد لليأس
رغم اعتراض والديه في البداية على فكرة العمل بهذا العمر، أصر محمد على استكمال طريقه في الكفاح، مدفوعًا برغبته في مساعدة أسرته من جهة، وتحمّله للمسؤولية من جهة أخرى، لم يكن العمل بالنسبة له مجرد وسيلة للربح، بل كان خطوة نحو بناء شخصية قوية تعرف معنى التعب وتقدّر قيمة الرزق.


رسالة أمل من طفل مكافح
محمد ليس مجرد طفل يبيع الذرة، بل هو قصة كفاح متحركة، يختصر في تجربته دروسًا في الإصرار والتحدي والانتماء للأسرة، قصته تبعث برسالة صادقة إلى المجتمع، أن الكفاح لا ينتظر العمر، وأن الشمس التي يتصبب تحتها العرق، قادرة على أن تضيء مستقبل من يعمل بيديه بكرامة.

تم نسخ الرابط