عم ضحايا دلجا: والد الأطفال الخمسة في حالة حرجة بعد الفاجعة

لم تكن مأساة وفاة خمسة أطفال من أسرة واحدة بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا مجرد حادثة عابرة، بل تحولت إلى جرح مفتوح في قلب عائلة كاملة وقرية بأسرها، وبينما تواصل جهات التحقيق عملها لكشف الغموض الذي يحيط بهذه الكارثة، ظهرت تداعيات جديدة، هذه المرة ليست طبية ولا جنائية، بل إنسانية بامتياز، تمثلت في الانهيار النفسي الذي تعرض له والد الضحايا، والذي نُقل على إثره إلى مستشفى بمحافظة أسيوط لاستكمال الفحوصات الطبية.
عم الأطفال: الأب في حالة صدمة شديدة
كشف علي محمد، عم الأطفال الخمسة، في تصريحات خالصة لـ نيوزرووم، أن شقيقه والد الضحايا، يمر بحالة نفسية وعصبية متدهورة منذ وقوع الفاجعة، وأوضح أن الطبيب الذي كشف عليه في مركز ملوي، لاحظ علامات انهيار عصبي واكتئاب حاد، ما دفعه إلى تحويله بشكل عاجل إلى مستشفى متخصص في محافظة أسيوط لإجراء أشعة وتحاليل شاملة للاطمئنان على حالته الصحية والعقلية.
الضغط النفسي بعد فقدان الأبناء
وأوضح عم الأطفال، أن ما يمر به الأب ليس مجرد حزن، بل انهيار تام جراء فقدانه أطفاله الخمسة بشكل متتابع وغامض، دون أن يحصل على تفسير علمي أو طبي واضح يجيب عن سؤال "لماذا ماتوا؟"، هذا الغموض زاد من معاناته وأفقده القدرة على التحمل، ما استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً.
التحقيقات مستمرة والأسرة في حالة ترقب
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الطبية والأمنية لكشف ملابسات الواقعة، إلا أن الأسرة لم تتلق حتى الآن أي نتائج قاطعة حول سبب الوفاة، خاصة بعد أن أكدت وزارة الصحة في بيان سابق أن الأطفال لا يعانون من أمراض معدية مثل الالتهاب السحائي أو غيره، هذه الحالة من الانتظار المجهول زادت من الضغط النفسي على الأب وكل أفراد الأسرة.
الدعم النفسي ضرورة لا ترف
ويطالب أقارب الأسرة بتوفير دعم نفسي عاجل، ليس فقط للأب، بل لجميع أفراد الأسرة، خاصة الأم والأطفال الناجين، فمثل هذه المآسي تترك أثرًا نفسيًا بالغًا، لا يقل خطرًا عن المرض الجسدي، ويتطلب تدخلًا متخصصًا لتفادي تداعيات قد تكون أكثر مأساوية في المستقبل.
الصحة تنفي وجود عدوى أو مرض وبائي
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا رسميًا أكدت خلاله أن نتائج التحاليل المعملية التي أُجريت على عينات الأطفال وأفراد الأسرة، أثبتت خلوهم من أي أمراض معدية، بما في ذلك الالتهاب السحائي أو التسمم الغذائي الناتج عن عدوى، وهو ما زاد من غموض الواقعة، نظرًا لعدم وجود سبب طبي واضح حتى الآن يفسر هذا التسلسل المأساوي في الوفيات.
بلاغ أمني بوفاة خمسة أطفال وإصابة شقيقتهم
كانت البداية عندما تلقت غرفة عمليات النجدة إخطارًا من أحد أهالي قرية دلجا، يفيد بوفاة عدد من الأطفال من أسرة واحدة بشكل مفاجئ، وإصابة شقيقتهم بحالة صحية حرجة، وعلى الفور، تم الدفع بسيارات الإسعاف والشرطة إلى المنزل محل الواقعة.
تفاصيل الضحايا وتحرير المحضر
وتبين من المعاينة الأولية وفاة كل من: "ريم نصر" 10 سنوات، و"عمر نصر" 7 سنوات، و"محمد نصر" 11 عامًا، و"أحمد نصر" 5 أعوام، إضافة إلى الطفلة "رحمة نصر"، التي لحقت بإخوتها بعد أيام من احتجازها بالرعاية المركزة، بينما لا تزال الشقيقة السادسة "فرحة نصر" على قيد الحياة، وتتلقى الرعاية الطبية اللازمة داخل المستشفى، و تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق على الفور.
في ظل تضارب الأقاويل بين روايات الأهالي وتحفظ جهات التحقيق على التصريحات، يترقب الرأي العام ما ستُسفر عنه التحقيقات الرسمية، وسط تساؤلات مشروعة حول أسباب الوفاة الغامضة، وإمكانية وجود شبهة جنائية أو تسمم غير مكتشف حتى الآن.