محمد عبدالرؤوف: المناخ والمرافق يؤهلان المدن العمرانية الجديدة للريادة Iفيديو

أكد المهندس محمد عبدالرؤوف، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء، أن الدولة المصرية تخطو خطوات استراتيجية نحو إعادة تشكيل الخريطة العمرانية من خلال إنشاء مدن ساحلية جديدة، مثل العلمين الجديدة ورأس الحكمة، بهدف جذب الاستثمارات وتخفيف الضغط عن المدن التقليدية.
وأشار محمد عبدالرؤوف، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية يوستينا يوسف ببرنامج «مال وأعمال» على قناة «إكسترا نيوز»، إلى أن نجاح تجربة المدن الساحلية لا يتحقق إلا من خلال رؤية شاملة تضمن استدامة النشاط بها على مدار العام، وليس فقط خلال فصل الصيف.
مفتاح الاستدامة الاقتصادية
أوضح محمد عبدالرؤوف أن جذب السكان الدائمين إلى تلك المدن أهم بكثير من جذب المستثمرين وحدهم، حيث أن وجود مجتمع سكني حقيقي هو الضامن الوحيد لاستمرار النشاط الاقتصادي، مشيرًا إلى أن المدن لا يجب أن تكون مجرد منتجعات موسمية، بل يجب أن تكون نابضة بالحياة طوال العام.
وقال محمد عبدالرؤوف: "نمتلك سواحل تضاهي أجمل المدن الأوروبية، ولدينا مناخ معتدل ومميز على مدار العام، لذلك من الضروري أن تتحول مدن مثل العلمين الجديدة إلى بديل حقيقي لمدن تقليدية مثل الإسكندرية، من خلال توفير فرص العمل، والخدمات التعليمية والصحية، والبنية التحتية المتكاملة".
استثمارات ضخمة
وأضاف محمد عبدالرؤوف أن حجم الاستثمارات الحالية في منطقة الساحل الشمالي، الممتدة من الإسكندرية حتى مطروح، كبير للغاية، ولكن لا يمكن الاستفادة القصوى منه في ظل الاستخدام الموسمي لتلك الوحدات والمنشآت.
واقترح محمد عبدالرؤوف تحويل الوحدات السياحية إلى غرف فندقية قابلة للتشغيل طوال العام، على غرار النموذج اليوناني، حيث يتم تعديل أسعار الإقامة حسب المواسم دون توقف النشاط، مما يضمن دوران العجلة الاقتصادية وعدم تجميد الأصول العقارية.
الدولة وفّرت البنية التحتية
أشاد محمد عبدالرؤوف بما قامت به الدولة من مشروعات عملاقة، مثل إنشاء شبكة طرق حديثة، ومطارات دولية في العلمين، ومطروح، ورأس الحكمة، بالإضافة إلى مشروعات قومية كبرى مثل مشروع مستقبل مصر الزراعي، مؤكدًا أن هذه المشروعات تؤسس لخلق مجتمعات متكاملة إذا تم استكمال حلقاتها.
وقال محمد عبدالرؤوف: "البنية التحتية جاهزة، لكننا بحاجة إلى تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص، والعمل على تسويق تلك المدن ليس فقط كمصايف، بل كمناطق جذب سكاني دائم".

حوافز ضريبية في الشتاء
وشدد محمد عبدالرؤوف على أهمية تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات مالية لأصحاب المشروعات والفنادق في فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن المحاسبة الضريبية الموحدة طوال العام لا تتناسب مع طبيعة النشاط الموسمي، وتؤدي إلى عزوف المستثمرين عن التشغيل خارج موسم الصيف.
وأكد محمد عبدالرؤوف أن تطوير المدن الساحلية وتحويلها إلى مراكز اقتصادية وسياحية وسكنية دائمة، يتطلب سياسات مرنة وجذابة تواكب احتياجات المرحلة، وتساعد في تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة.