«كرامتي تحت رجليه».. سماح تطلب الخلع بعد 12 عامًا من البخل والإهمال

داخل جدران محكمة الأسرة بمدينة بنها، جلست سماح عبد الغني، سيدة أربعينية تحمل فوق كتفيها سنوات من الألم الصامت، تنتظر دورها لتقف أمام القاضي وتطلب الخلع من زوج ارتبطت به قبل أكثر من 12 عامًا. لم يكن الفقر هو ما دفعها لاتخاذ هذا القرار، بل "البخل العاطفي والإنساني"، كما وصفته.
تقول سماح في حديثها لـ"نيوز رووم":" أنا مش طالبة منه يجيب لي ذهب ولا يفسحني، أنا بس كنت عايزة أحس إن ليا قيمة، إن ليّا حق آكل، أتعالج، ألاقي اللي يسأل عليا. لكنه كان بيصرف على نفسه وعياله، وأنا كأني مش موجودة في البيت".
شكل بلا مضمون
رغم أن زوجها لم يكن بخيلاً على أبنائه، إلا أن معاملته لزوجته كانت، وفقًا لروايتها، خالية من الاهتمام والمشاعر، ما حوّل الحياة الزوجية إلى شكل بلا مضمون. وتوضح سماح أن المعاناة لم تقتصر على الجانب المادي فقط، بل امتدت إلى الإهانة النفسية.
"حتى لما تعبت، طلبت أروح للدكتور، قال لي: خلي أبوكي يودّيك، أنا مالي. الكلمة دي جرحتني، حسيت إني دخيلة في بيتي، مش زوجته."
لكن الموقف الذي ظل محفورًا في ذاكرتها، وكان القشة التي قصمت ظهر البعير، جاء عندما اشترى الزوج حلوى لأطفاله، وتجاهلها تمامًا.
"مرة كنا راجعين من بره، جاب بايس كريم للأولاد، ولما قلت له وأنا؟ قال لي بمنتهى البساطة: مش معاكي فلوس؟ خلي أبوكي يجيب لك. ساعتها كرامتي اتدهست."
لم تكن سماح تبحث عن رفاهية أو ترف، بل عن شريك يشعر بها، يدعمها في مرضها، ويمنحها أدنى حقوقها كزوجة. وبعد محاولات فاشلة للإصلاح، وجدت نفسها مضطرة إلى اللجوء للقضاء.
واختتمت سماح حديثها قائلة:" أنا مش طالبة منه حاجة.. لا مهر ولا نفقة. كل اللي عاوزاه أعيش بكرامة. تعبت من كوني مهمشة في حياتي."
قضية سماح، كغيرها من قضايا عديدة تُعرض يوميًا أمام محاكم الأسرة، تسلط الضوء على أزمة حقيقية تتجاوز الاحتياج المادي إلى حاجة أعمق: الكرامة الإنسانية.
سيدة تطلب الخلع: جوزي ابن أمه وهي اللي بتتحكم في حياتنا
وفي سياق اخر، شهدت محكمة الأسرة بإمبابة، دعوى خلع جديدة تقدمت بها سيدة تدعى"ياسمين مصطفى"، 28 عاما، بعد 4 سنوات من الزواج، معللة طلبها بعدم قدرتها على الاستمرار في منزل وصفته بـملوش راجل والست هي اللي ممشيه البيت ، مشيرة إلى أن زوجها لا يملك قراره، وأن والدته هي الحاكم الفعلي في بيتها.
تقول ياسمين في دعواها: اتجوزت حسام بعد ما صدقت إنه راجل يعتمد عليه، طلب مني أسيب شغلي ووعدني يعيشني ملكة، بس الحقيقة إن حياتي كلها كانت خدعة، من أول أسبوع، بدأت حماتي تتدخل في كل كبيرة وصغيرة، من أول نوع الأكل، والهدوم اللى البسها لغاية لون مفارش السرير.
وتتابع:جوزي كان مجرد منفذ لأوامرها، لو قالتله يزعقلي يزعق، لو قالتله ما يشتريليش حاجة ما يشتريش، لو حتى مرضت، لازم تستأذن هي الأول ، بقى وجودي في البيت كأني ساكنة عندهم، مش زوجة لها كيان.
وأضافت الزوجة: كل ما أطلب أبسط حقوقي، كان يقولي: أمي شايفة إن ده مش وقته، لحد ما حسيت إني متجوزة أمه مش هو، ومش قادرة أعيش معاه وهو مش راجل في بيته.
وعن تأثير الوضع على حياتها النفسية، قالت:كنت بصحى وأنام على تعليماتها، وكل كلمة بتتقاللي لازم تمر على موافقتها، لما خلفت بنتي، حتى لبسها كانت هي اللي بتختاره، وأنا مجرد خيال ساكن في البيت.
وأكدت ياسمين أن زوجها لا يملك شخصية مستقلة، وأن الحياة معه أصبحت بلا كرامة ولا دفء قائلة:كنت بخدم في البيت، وأربي بنتي، وأتحمل، ومع كده ما فيش تقدير، ولا حتى احترام، ولما طلبت أشتغل تاني، حماتي قالت هي ناقصة خروج وتضييع وقت ، وهو سمع كلامها كالعادة.
أمام هذه الظروف، لم تجد الزوجة سوى الخلع وسيلة للنجاة، فتقدمت بدعوى تطالب فيها بإنهاء العلاقة الزوجية التي انهارت بسبب ضعف شخصية الزوج وتسلط والدته، على حد وصفها.
واختتمت حديثها قائلة: أنا عايزة أبدأ من جديد، عشان بنتي تعرف إن الست ليها كرامة، وإن الجواز مش معناه تمسّحي شخصيتك وتبقي تابعة لحماتك.