حماس تدين قصف كنيسة دير اللاتين بغزة: جريمة حرب جديدة تستهدف دور العبادة

أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الخميس، في بيان رسمي، قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لكنيسة دير اللاتين الواقعة في قلب مدينة غزة، واصفةً إياه بأنه "جريمة حرب جديدة" تضاف إلى سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المدنيين ودور العبادة.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن البيان، أن الكنيسة كانت تؤوي عشرات النازحين المدنيين الفارين من القصف في مناطق أخرى من القطاع، ما يجعل الهجوم مضاعفًا في خطورته، كونه استهدف مرفقًا دينيًا وإنسانيًا في آنٍ واحد.
استهداف المرافق المدنية
وحذرت حماس في بيانها من تصعيد خطير تمارسه قوات الاحتلال، يتمثل في استهداف متكرر للمساجد، والكنائس، والمستشفيات، والبنية التحتية المدنية، مشيرةً إلى أن هذا النهج يعكس سياسة ممنهجة تضرب بالقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية عرض الحائط.
وأكدت حماس أن هذا العدوان المتكرر يمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني"، الذي ينص على حماية دور العبادة والمرافق المدنية من العمليات العسكرية، مضيفةً أن هذه الاعتداءات تستوجب تحركًا دوليًا جادًا يضع حدًا للانتهاكات الإسرائيلية التي باتت تتكرر دون أي رادع.
دعوة المجتمع الدولي
دعت حماس في بيانها الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والقيام بإجراءات فورية وعملية لوقف الجرائم بحق سكان غزة، ولا سيما المدنيين والنازحين الذين لم يعودوا يجدون مأوى آمنًا حتى داخل دور العبادة.
وأكدت حماس أن الصمت الدولي على هذه الجرائم يُعد مشاركة غير مباشرة فيها، وأن استمرار التغاضي عن جرائم الاحتلال سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والتدهور في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع.
قصف الكنيسة يعيد إلى الأذهان
أشارت حماس إلى أن قصف كنيسة دير اللاتين ليس الحادثة الأولى من نوعها، إذ يعيد إلى الأذهان قصف كنيسة القديس بورفيريوس في أكتوبر 2023، والذي أسفر عن استشهاد 18 مدنيًا لجأوا إلى الكنيسة بحثًا عن الأمان، قبل أن تتحول إلى موقع مجزرة جديدة بفعل القصف الإسرائيلي.
وأضافت الحركة أن دور العبادة المسيحية والإسلامية لم تسلم من عدوان الاحتلال، في انتهاك صارخ لكل القيم الدينية والإنسانية المشتركة، مؤكدةً أن الجرائم المتكررة تهدف إلى ترويع السكان وتهجيرهم قسرًا من القطاع.

المطالبة بتحقيق دولي
في ختام بيانها، طالبت "حماس" بتشكيل لجان تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جرائم الاحتلال بحق المدنيين والمنشآت الدينية والطبية والتعليمية، مشددةً على ضرورة تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى محاكم دولية، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي شجّعت الاحتلال على الاستمرار في انتهاكاته.
ودعت حماس إلى تحرك شعبي ورسمي على مستوى العالم العربي والإسلامي، للضغط على العواصم الكبرى والمؤسسات الأممية من أجل وقف نزيف الدم في غزة وإنقاذ ما تبقى من البنية الإنسانية في القطاع المحاصر.